فلسطين أون لاين

تقرير بـ "الواقع المعزز" تحول المعلمة "آلاء" العلوم الصماء إلى محسوسة

...
غزة - مريم الشوبكي

في منتصف الفصل داخل مدرستها، تمسك آلاء حنونة هاتفها الذكي تعرض صورًا ثلاثية الأبعاد لأعضاء جسم الإنسان، وسط تفاعل كبير من طلبتها، إذ جذبت طريقة العرض، التي يرونها لأول مرة في منهاجهم الدراسي، انتباههم وأحاطت بتركيزهم.

فضلت آلاء مجاراة التقدم التكنولوجي الهائل وتوظيفه في التعلم وتسهيل العملية على الطلبة بتقريب المعلومة وتبسيط المفاهيم، لا سيما غير المحسوسة منها.

آلاء معلمة علوم للمراحل الإعدادية، وتدرس كذلك الفيزياء والكيمياء والأحياء للصف العاشر. جمعت خبرة ثماني سنوات في المدارس الخاصة، بتحويل المعلومة الصماء إلى شيء ملموس من خلال "الواقع المعزز".

تقول لـ"فلسطين": "استخدمت تطبيقًا يعمل على برامج "آبل"، إذ يحول الرسمة إلى مجسمات ثلاثية ورباعية الأبعاد، وتجسيم أعضاء الإنسان والروابط الكيميائية، من أجل تقريب المفاهيم لذهن الطالب".

وتضيف: "لأول مرة أستخدم تقنية الواقع المعزز، ما بين التكنولوجيا والعلوم هناك جانب مثير، وبها استطعت تقريب وتبسيط المفاهيم والمعلومات".

وتبين آلاء أن توظيف التكنولوجيا في مادة العلوم والحياة يساعد الطلبة على تذكر المشاهد وسهولة استرجاع المعلومة.

وتوضح أن هذه التطبيقات والبرامج تحول المعلومة الصماء إلى شيء ملموس، حيث يترك التعليم أثره لفترة أطول في ذهن الطلبة، مشيرة إلى أن الأسلوب الذي تستخدمه يكاد يكون ضروريًا لمبحثي الرياضيات والعلوم.

وتلفت آلاء إلى أن لهذه التقنيات نتائج إيجابية تستدعي استخدامها في مباحث أخرى، ما دامت الإمكانات متوفرة، ومتى ما امتلك المعلم مهارات كيفية التعامل معها، ويمكن تطبيقها عن طريق التعليم عن بعد.

وتتطلع في المراحل القادمة إلى نقل تجاربها للمعلمين الآخرين في مدرستها، ومشاركتهم تطبيقها في مباحث أخرى.

وتذكر آلاء أنها عرضت الفكرة على معلمة في المرحلة الدنيا، ووجدت ترحيبًا وقبولًا جيدًا منها، مؤكدة ضرورة تعميم الأثر الإيجابي، لأنه يصب في مصلحة الطالب ويرتقي بمستوى التعليم.

وتسعى إلى عقد لقاء توعوي في كيفية استخدام "الواقع المعزز"، كما تحث أولياء الأمور على استخدام تلك التطبيقات عن تعليم أبنائهم وتشجيعهم على تحميل هذه البرامج والاستفادة منها.

وتذكر آلاء أنها تعرفت على هذه البرامج من خلال لقاء تدريبي حضرته في مركز فلسطين لصناعة العقول.

وتدعو إلى إنشاء مراكز في جميع مديريات التربية والتعليم لتدريب المعلمين على استخدام التكنولوجيا الحديثة في العلمية التعليمية.

والواقع المعزز هو التكنولوجيا القائمة على إسقاط الأجسام الافتراضية والمعلومات في بيئة المستخدم الحقيقية لتوفر معلومات إضافية أو تكون بمنزلة موجه له، وعلى النقيض من الواقع الافتراضي القائم على إسقاط الأجسام الحقيقية في بيئة افتراضية.

ويستطيع المستخدم التعامل مع المعلومات والأجسام الافتراضية في الواقع المعزز من خلال عدة أجهزه سواء أكانت محمولة كالهاتف الذكي أو من خلال الأجهزة التي تُرتدى كالنظارات، والعدسات اللاصقة، وجميع هذه الأجهزة تستخدم نظام التتبع الذي يوفر دقة بالإسقاط، وعرض المعلومة في المكان المناسب، كنظام تحديد المواقع العالمي (نظام التموضع العالمي)، والكاميرا، والبوصلة كمدخلات يتم التفاعل معها من خلال التطبيقات.