فلسطين أون لاين

تقرير اعتقال الشاهد الرئيس باغتيال بنات.. تدخلات أمنية للتأثير سير المحاكمة

...
الخليل - غزة / محمد أبو شحمة

 

مع بدء محاكمة قتلة الناشط والمعارض السياسي "نزار بنات"، أقدمت أجهزة أمن السلطة على اعتقال الشاهد الرئيسي في القضية، في الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، في محاولة للتأثير على مجريات التحقيق التي ترفضها العائلة.

وتعرَّض حسين بنات مرافق الشهيد نزار، وفقًا إفادة لعائلته، للضرب والتعذيب ورش الغاز، من قوة مشتركة من أجهزة أمن السلطة، خلال اعتقاله ووجوده في سجون الأمن الوقائي في الخليل.

وأول من أمس، علَّقت عائلة بنات مشاركة ممثل العائلة المحامي غاندي الربعي وجميع أعضاء الفريق القانوني في جلسات المحاكمة لقتلة نزار؛ ردًّا على استمرار السلطة في اختطاف الشاهد الرئيس.

وأكد عمار بنات، شقيق الشهيد نزار، أن اعتقال الشاهد الرئيس في اغتيال شقيقه، يهدف للتأثير على مجريات المحاكمة التي ترفضها العائلة بالأساس، لكونها لم تتخذ الإجراءات القانونية المعمول بها.

وقال بنات في حديثه لصحيفة "فلسطين": "لا يوجد أي تفسير لاعتقال حسين في هذا التوقيت بدعوة إطلاقه النار على أحد منازل عناصر جهاز الأمن الوقائي، ولكن الاعتقال حاليًا هدفه التأثير على العائلة لإنهاء ملف الشهيد نزار، للتنازل عن حقنا في محاكمة القتلة". 

وأضاف: "الشاب حسين يعاني من مشاكل صحية، ويقضي غالبية أيامه في المستشفيات، وتم خلال اعتقاله الاعتداء عليه بالضرب من فرقة الاعتقال،" محمّلًا رئيس السلطة محمود عباس المسؤولية عن حياته، أو أي مكروه يحدث له.

وبيّن أن تحميل العائلة مسؤولية إطلاق النار على منزل "ثائر أبو جويعد" أحد المشاركين في اغتيال نزار هدفها جرها إلى مربعة العائلات والعشائر من خلال إثارة هذه القضية.

وشدد بنات على أن العائلة لن تتنازل أو تتراجع عن المطالبة بمحاكمة جدية ونزيهة لقتلة "نزار"، ومن تستر عليهم، أو شارك في الاغتيال سواء بإعطاء الأوامر، أو نفذ.

وأشار إلى أن السلطة عرضت على العائلة مبالغ مالية، وتوظيف أبنائهم، مقابل التنازل عن القضية ووقف محاكمة القتلة، وهو ما تم رفضه، مشددًا على أن اعتقال حسين يأتي ضمن محاولات الضغط على العائلة.

من جانبه، أكد الناشط السياسي، جهاد عبدو، أن حسين بنات كان بجوار الشهيد نزار حين تم قتله وسحبه من أجهزة أمن السلطة في بيت بالخليل، وتعرَّض للضرب لحظة اعتقاله، وزجه بسيارات العناصر الأمنية.

وقال عبدو لصحيفة "فلسطين": "حسين الشاهد الرئيس في قضية نزار بنات، واعتقاله والتمديد له لمدة 7 أيام من النيابة، في هذا التوقيت وهو بدء محاكمة القتلة، لا يعنى أن عملية الاعتقال بريئة، وتضع تساؤلات حول الهدف من هذا الاعتقال".

وبيّن أن اعتقال حسين في هذا التوقيت من أجهزة السلطة، سيعيق محاكمة القتلة، ويعطلها، وهو ما يعكس حالة التخبط داخل السلطة، ووجود فوضى لدى قيادتها.

وأضاف: "السلطة تدعى أن الشاب حسين أطلق النار على أحد بيوت المتهمين بقتل نزار، ونحن ندين أي استخدام للسلاح مهما كانت الأسباب والنتائج، ولكن السلطة تتحمل المسؤولية لأنها لم تعالج الملف من الأساس بشكل جذري".

وبدأت الاثنين الماضي محاكمة 14 عنصرًا من أجهزة أمنية السلطة بتهمة المشاركة في مقتل نزار بنات بمنزله في مدينة الخليل في 24 يونيو/حزيران الماضي.