فلسطين أون لاين

تقرير الشهيدة إيمان حجو.. مشهد قتل إسرائيلي مكرر لأطفال فلسطين

...
الشهيدة الطفلة إيمان حجو
غزة - أدهم الشريف

لو كانت الرضيعة إيمان حجو التي قتلها جيش الاحتلال وعمرها 4 أشهر على قيد الحياة، لكان عمرها الآن تجاوز العشرين عامًا، لكن ذلك لم يتحقق بفعل غارة إسرائيلية تسببت باستشهادها وهي في حضن أمها.

ورغم مرور زمن طويل على جريمة قتل جيش الاحتلال الرضيعة البريئة، إلا أن هذا المشهد يتكرر في مسلسل الجرائم المستمر بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، وخاصة فئة الأطفال.

حتى أنه في حالات كثيرة، لم تعد آلة القتل الإسرائيلية تستهدف فردًا أو اثنين من العائلة، بل إن الأمر يطالهم جميعًا كما حصل في عدة جرائم خلال عدوان جيش الاحتلال عسكريًا على قطاع غزة.

في 28 سبتمبر/ أيلول لعام 2000، اندلعت انتفاضة الأقصى على إثر اقتحام زعيم حزب "الليكود" آنذاك اريئيل شارون، وعمت المظاهرات الميدانية وحالات الاشتباك نقاط التماس مع جنود الاحتلال.

ومع اتساع رقعة الأحداث الميدانية وشمولها غزة والضفة والقدس المحتلتيْن، صعَّد جيش الاحتلال من سياسة القمع ضد المتظاهرين واستهداف المدنيين الآمنين في بيوتهم بوسائل عديدة منها القذائف المدفعية، أو صواريخ الطائرات المروحية "أباتشي".

وفي السابع من مايو/ أيار لعام 2001، أي بعد قرابة 7 أشهر من اندلاع انتفاضة الأقصى، كانت سوزان حجو، في زيارة لعائلتها في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، قادمة من مدينة دير البلح.

وحينها كانت الأوضاع الميدانية تشهد تصعيدًا في انتهاكات جيش الاحتلال الذي أطلق قذيفة مدفعية استهدفت المنزل الذي كانت الطفلة ووالدتها بداخله.

وأصابت شظايا القذيفة الإسرائيلية جسد الأم وطفلتها وهي في حجرها، فاستشهدت الطفلة على الفور بعد أنْ اخترقت شظية ظهر الطفلة وخرجت من بطنها، وأدخلت الأم على أثر تدهور حالتها الصحية غرف العناية المكثفة، وأفراد آخرين من العائلة.

واهتزت الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد جريمة قتل الرضيعة، وتصاعدت المواجهات مع جيش الاحتلال، وضجت وسائل الإعلام المحلية والعالمية بصور وفيديوهات الرضيعة، ووداع والدها لها وهو يبكي عليها، وسط أجواء شديدة الحزن.

وكان والد إيمان حجو، وقبل استشهاد طفلته بستة أشهر، أصابه جنود الاحتلال بالرصاص في ساقيه خلال عمله في محافظات الضفة الغربية.

تنزيل.jpg
 

مشهد قتل الطفلة هذا ليس الوحيد في مسلسل جرائم الاحتلال بحق أطفال فلسطين، إذ إنه لا يزال يتكرر رغم مضي سنين طويلة على تلك الجريمة التي اهتز لها العالم، وجاءت بعد جريمة إعدام الطفل محمد الدرة، بعد يومين من اندلاع الانتفاضة، وهو يحاول الاختباء خلف والده قرب مفرق محررة "نيتساريم".

وكانت السيدة سعاد حجو، خالة الرضيعة الشهيدة إيمان، شاركت في سلسلة محاضرات عقدتها منظمات نرويجية متعاطفة مع الفلسطينيين داخل النرويج، وذلك في عام 2004، ردًّا على حملة الاحتلال الساعية لكسب تعاطف النرويجيين وزيادة رصيد التأييد الدولي لها بعدما تدنى إلى أقل مستوياته إثر انتهاكاته وجرائمه في الأراضي الفلسطينية وخاصة قطاع غزة.

وصدمت السيدة حجو، في ذلك الحين، التي كانت تدير مؤسسة الشهيدة بثينة حجو -ابنتها التي استشهدت في انتفاضة الحجارة عن عمر لا يتجاوز الخامسة- الحضورَ النرويجي بكشفها حقائق الوضع الذي يتعرض له الفلسطينيون.

وشاركت في فعاليات ومحاضرات لكشف زيف الدعاية الإسرائيلية المضادة للشعب الفلسطيني ونضاله العادل.

وبحسب معطيات أوردتها الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال -فرع فلسطين فإن 700 طفل قتلوا برصاص الاحتلال والمستوطنين في الفترة ما بين سبتمبر/ أيلول 2000 وشباط/ فبراير 2005.

وكانت (إسرائيل) صدّقت على اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل "CRC"، عام 1991، وأعربت لجنة حقوق الطفل التي تراقب تنفيذ الاتفاقية، خلال مراجعتها الأولية للتقرير الإسرائيلي عام 2002، عن قلقها الشديد إزاء "الادعاءات والشكاوى من الممارسات اللاإنسانية أو المهينة والتعذيب وسوء معاملة الأطفال الفلسطينيين أثناء الاعتقال والاستجواب والاحتجاز".

وتقول الحركة العالمية أيضًا: إنها تحققت بشكل مستقل من استشهاد 547 طفلاً خلال فترة العدوان الإسرائيلي على غزة صيف سنة 2014، والذي استمر 51 يومًا، 68% منهم يبلغون من العمر 12 عامًا أو أقل.