بينيت رئيس وزراء دولة الاحتلال تجاهل القضية الفلسطينية تجاهلًا تامًّا في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الاثنين ٢٧/٩/٢٠٢١م، وركّز على القضية الإيرانية النووية، فلماذا أهمل القضية الفلسطينية، وركّز على إيران النووية؟!
جاء في خطاب محمود عباس قبل أيام أمام الجمعية العامة ما يمكن تسميته بالإنذار الأخير حيث أمهل دولة الاحتلال عامًا واحدًا للتوصل لتسوية نهائية وترسيم الحدود، وفي حال لم يتم ذلك سيسحب اعتراف المنظمة بدولة الاحتلال، لأنه لا يوجد مبرر لبقاء هذا الاعتراف.
بينيت تجاهل هذا؛ ربما لأنه يعلم مسبقا أنه تهديد للاستهلاك المحلي، وأن عباس لن يذهب لسحب اعتراف المنظمة، ولو ذهب لذلك فإنه سيكون الخاسر الرئيس والوحيد، لأن هذا يعني انتهاء سلطته، وانتهاء صلاحيته لمنصبه، وستجد دولة الاحتلال تأييدا أمريكيًّا في تطبيق هذه المفاهيم. يضاف لذلك أن بينيت وحزبه لا يؤمنان بمفاوضات مع عباس تفضي لحل الدولتين، لذا قال بينيت عند تسلمه للحكومة: إنه ليس لديه مشروع سياسي مع الفلسطينيين، وحكومته متفقة على عدم الخوض في مشاريع سياسية لتناقض الرؤى السياسية داخلها.
هذا، ويمكن القول إن بينيت أكثر اهتمامًا بحالة التطبيع العربي مع (إسرائيل) وهو يولي هذا الملف أهمية وقيمة؛ لذا ذكر في خطابه الدول التي طبّعت علاقتها مع دولته، وزعم أنه هناك مكاسب جديدة في هذا المضمار قادمة على الطريق، ويمكن القول إن ضعف السلطة، وفشل أدائها، وحاجتها إلى المال من أجل البقاء، وغياب ثقة المواطن الفلسطيني بها، يجعله في حل من اللامبالاة بها وبإعلامها، الدول تهتم بالأقوياء.
أما القضية الإيرانية في مستواها النووي، فهي قضية تشغل بال بينيت وحكومته، وبال الإعلام الإسرائيلي، كما تشغل بال الإدارة الأميركية، وإذا كانت إيران قريبة من صناعة القنبلة النووية كما يزعم بينيت، فمن المنطق أن يهتم بهذه القضية في خطابه أمام دول العالم في الجمعية العامة، لكي يستجلب خوف هذه الدول في شكل تأييد لموقف (إسرائيل) بمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، وبهذا يضع عقبات أمام مفاوضات أميركا مع إيران، ويستجلب ضغوطًا دولية على إيران.
إن تركيز بينيت على الملف الإيراني يقتضي من إيران وبقية الدول أن تركّز على السلاح النووي الإسرائيلي، وتطرح مشروع إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي بشكل كلي ومتكامل، إذ لا يصح أن تكون (إسرائيل) نووية، وتهدد دول المنطقة، وتكون دول المنطقة ملزمة بعدم امتلاك سلاح نووي. قضية السلاح النووي قضية واحدة، ولا تقبل التجزئة، ونزع السلاح النووي من المنطقة هو الحل.