فلسطين أون لاين

شابة تبدع بإنتاج تحف يدوية فنية من مادة "الأيبوكسي ريزن"

...
غزة/ هدى الدلو:

بتركيز عالٍ يصاحبه دقة مع ذوق في اختيار الأشكال والألوان، وفي إصبعي السبابة والإبهام فقط تبدأ في تصفيف أزهارٍ جففتها لتسكب عليها فيما بعد مادة "الأيبوكسي ريزن"، لتبدع في إنتاج شكل جديد من التحف اليدوية الفنية.

أميرة يحيى الخضور (25 عامًا) من قرى الخليل بني نعيم، درست تخصص تصميم الأزياء لتشبع شغفها في الفن والإبداع، ولم تكتفِ بذلك، بل توجهت لدراسة تخصص التطريز البرازيلي والسيراميك والإيبوكسي ريزن، حتى باتت مدربة في المجالات الأربعة السابقة منذ ستة أعوام.

في الثانية عشرة من عمرها بدأت في اكتشاف أعراض تدل على موهبة كامنة في صدرها، وتقول لصحيفة "فلسطين": "كنت أعشق الأعمال اليدوية والأشكال الفنية مثل البراويز الخشبية، والرسم على المرايا، وتوجهت للتطريز دون إتقان أي مجال فيهم، لكن لدي شغف أحاول إشباعه".

تضيف الخضور: "بدأت أكبر والموهبة ترافقني وأعمل على تطويرها، وإضافة لمساتي الخاصة في التطريز، لأقتحم عالم تصميم الأزياء وعمل موديلات على شكل نماذج صغيرة، كل فترة أحدث تطورًا في جانب من جوانب موهبتي، ويعود الفضل لوالديّ على دعمهم لي".

في تخصص الأيبوكسي ريزن أحدثت تطورات كثيرة حتى باتت تصمم التحف والإكسسوارات وصواني الضيافة، والمضايف، والكوسترات الخاصة بطاولات السفرة، وتدخل في تصميماتها الورد الطبيعي المجفف وخشب الزيتون أو نوع من الحبر، أو الفواكه المجففة، أو صدف البحر، حيث إنها تستثمر الطبيعة في عمل التحف اليدوية.

وتشير إلى أن تطور موهبتها لم يأتِ من فراغ، إذ تلقت العديد من الدورات التدريبية الوجاهية أو عبر الإنترنت مع مؤسسات أجنبية تعنى بالفن.

وعملت الخضور على افتتاح مشروعها الخاص الذي سيكون حاضنًا لجميع مواهبها من تصميم للأزياء والريزن والسيراميك والتطريز البرازيلي والتحف والأعمال اليدوية.

وعند البدء في عمل تحفة من مادة الريزن، تشرع الخضور في البداية على خلط المادة لتتركها ترتاح مدة 20 دقيقة، ومن ثم تعمل على تصميم التحفة وفق ذوقها أو طلب الزبونة، لتسكب بعدها المادة فوقها وتتركها من 24 ساعة إلى 48 ساعة لتجف، لافتة إلى أن مجال العمل في هذه المادة واسع وفيه جانب من الإبداع وإنتاج الأفكار المميزة.

و"الإيبوكسي ريزن" نظام كيميائي سائل مُكوّن من جُزئين، هما: المُركب A وهو الريزن، والمُركب B وهو المُنشف، فعندما تُخلَط المُكوّنات السائلة (الريزن A + المُنشف B)، بِنسب مُعيّنة، تكون النتيجة النهائية هي سطح صلب عالي اللمعان وشفاف وواضح مثل الزُجاج، وتنبه الخضور إلى أن المادة مستخلصة من صمغ الصنوبر مع مواد كيماوية، تُصنَع خارج فلسطين.

وتبين الخضور أن عند استخدامها تلك المادة لا بد من اتباع إجراءات السلامة والوقاية بارتداء قفازين لتسببها في حساسية بالجلد، والعمل في المادة بدرجة حرارة الغرفة المناسبة والمعتدلة، وتتأثر بالهواء والشمس.

وتلفت إلى أن الجديد في مشروعها هو ابتكار طرق فنية جديدة ومميزة، ودمج عدة مواد مع مادة الريزن، وتطمح بألا يقف مشروعها عند هذا الحد، وتستمر في تطوير موهبتها، وتتمكن من إضافة كل ما هو جديد لطلباتها.