فلسطين أون لاين

​الصلاة في الأقصى.. تحدٍّ يدفع الشبان للقفز عن الجدار

...
القدس المحتلة - فلسطين

تحدٍ بروح الشباب وحبّ في المسجد الأقصى، باتا يدفعان شبان الضفة للقفز عن الجدار العنصري، في مخاطرة يستهوونها في شهر رمضان الفضيل؛ حيث نجح المئات من الشبان من مختلف مناطق الضفة الغربية في الوصول إلى المسجد الأقصى رغم كثرة دوريات جيش الاحتلال.

وبرغم حرمان آلاف الشبان من دخول القدس ومن هم تحت سن الأربعين، إلا أن دعوات كثيرة وُجّهت على مواقع التواصل الاجتماعي من الشبان لتحدي قرار الاحتلال والقفز عن الجدار والصلاة في الأقصى رغم أنف الاحتلال.

وعن كيفية تخطي الجدار، يقول الشاب أحمد أبو فلاح من قرية بيتا جنوب نابلس، لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إنه يصر على صلاة الجمعة من شهر رمضان في المسجد الأقصى، خاصة الجمعة الأولى.

ويتابع: "قبل الوصول للجدار نعرف سابقًا ما يحيط به ونراقب حركة الدوريات، ومن ثم نستخدم سُلّمًا طويلًا، وأحيانًا حبلًا من الجهة الأخرى يكون مخبأ، ونقفز عن الجدار، والبعض يصاب برضوض أو كسور في يديه أو قدميه حبًّا في الصلاة في المسجد الأقصى".

تحدٍّ رغم المخاطر

ومع يوم رمضاني كريم وبرغم حالة الاستنفار الأمني من الاحتلال، ساعد مواطنون مقدسيون الشبان والفتية من مدن وقرى الضفة الذين يستهوون القفز عن الجدار بطرق عديدة للصلاة في المسجد الأقصى المبارك، مخاطرين بحياتهم بإطلاق الرصاص عليهم، أو ملاحقتهم واعتقالهم من الجنود ودوريات الاحتلال، التي تحرس الجدار على مدار 24 ساعة.

وبرغم كثرة دوريات الاحتلال وكثرة الكاميرات، وارتفاع الجدار الشاهق الذي يصل أحيانا لـ12 مترًا، ووجود أبراج حراسة تراقب كل حركة خلف أو أمام الجدار العنصري، يتمكن الكثير من الشبان الفلسطينيين من الضفة الغربية والممنوعين من دخول مدينة القدس من القفز عن الجدار وتخطيه.

وعن المخاطر العديدة والإصابات، يقول الشاب محمود الحسيني من مخيم قلنديا: "أكثر الإصابات هي بين الشبان؛ كونهم الفئة التي تخاطر بتخطي الجدار، وتكون عادة الإصابة شعْرًا في العظم أو كسرًا في القدمين، وأحيانًا أخرى بسبب ملاحقة الجيش؛ حيث يضطر الشبان للقفز سريعًا للإفلات من الجنود، وأهالي القدس وقراها حريصون على حماية الشبان ومراقبة الدوريات التي تجوب شوارع الجدار الملاصقة له".

مقاومة التهويد

ولوحظ منذ فجر الجمعة الأولى من شهر رمضان تكثيف الاحتلال من مراقبة الجدار، وقد نشر آلافًا من قواته على مداخل القدس الشريف لمنع الفلسطينيين من الضفة الغربية من تأدية الصلاة والرباط في المسجد الأقصى المبارك، وكثف من دورياته الراجلة والمحمولة، مُحوّلًا بذلك القدس المحتلة إلى ثكنة عسكرية.

وبمشاعر جيّاشة ورغبة الانتصار على إجراءات الاحتلال بتخطي الجدار، والوصول إلى المسجد الأقصى، يقول الشاب معتز سلامة، من نابلس: "لا بد من التحدي والتغلب على كل المخاطر التي تهون أمام الأجر العظيم الذي ينتظرنا مقابل مبدأ الوصول للأقصى؛ في ظل ما يتعرض له من مخططات لتهويده ومنع المسلمين من الوصول إليه، وكل فلسطيني يصل إلى الأقصى هو دعم لأهلها، وهذا أمر يغيظ الاحتلال ويقهره".