شكك شخصيات ونشطاء بدوافع إجراء الحكومة في رام الله انتخابات قروية جزئية دون توافق مجتمعي ووطني.
وهاجم هؤلاء في تغريدات غاضبة عبر وسم #بدنا_انتخابات_شاملة، رئيس السلطة محمود عباس، الذي يرفض إجراء الانتخابات الفلسطينية الشاملة.
وقال النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي د. حسن خريشة: الأصل هو إجراء الانتخابات الفلسطينية الشاملة التي أجلها عباس في إبريل الماضي.
وعد خريشة في تدوينة عبر "فيسبوك" عقد الانتخابات بهذا الشكل المجتزأ "مثار شك"، معبرًا عن خوفه من تداعيات تقسيم فترة العملية الانتخابية لمرتين.
وكتب الناشط السياسي عيسى عمرو: "الدعوة لإجراء انتخابات بلدية هو التفاف على المجتمع الدولي للإيحاء بوجود عملية ديمقراطية".
ونبه عمرو، في تغريدة عبر "فيسبوك" إلى أن حقيقة الأمر هو وجود دكتاتورية وتفرد بالقرار الوطني، مؤكدًا أن المطلوب هو انتخابات شاملة كاملة وليست مجتزأة.
وأضاف: "نحن كنشطاء أصبحنا نخاف من أي تغيير بسبب ما حدث مع المرشح الانتخابي نزار بنات الذي قتلته السلطة".
ووصف محيي الدين صيام عبر صفحته في "تويتر": إجراء انتخابات قروية جزئية بعد 15 عامًا دون انتخابات عامة وشاملة، مهزلة غير مسبوقة في فلسطين.
وقال: "حتى نقضي على الاستبداد والتفرد في القرار ومن أجل بناء مؤسسات ديمقراطية، ومن أجل أطفال يستحقون حياة أجمل.. بدنا انتخابات شاملة".
وغردت مايا أبو معمر في تغريدة عبر "تويتر": انتخابات رئاسية معطلة، انتخابات تشريعية معطلة، انتخابات بلدية على المقاس، "كفى تفردًا وتحكمًا بحياة الشعب الفلسطيني".
وكتبت أبو معمر في تغريدة أخرى: "لا مصلحة لشعبنا في انتقاء بلديات صغيرة للانتخابات دون غيرها وبشكل منفرد.. وحتى لا يتم اتخاذ قرارات لا تمثل نبض شعبنا المقاوم، كفى تفردًا وتحكمًا بحياة الشعب الفلسطيني #بدنا_انتخابات_شاملة".
أما الصحفي إبراهيم مقبل فكتب على صفحته في "فيسبوك": "إلِّي بفكر يستغبينا بانتخابات محلية على مزاجه وامقيفة (مفصلة) على مقاسه، بنقله: خليك راجل وسوي انتخابات شاملة ومتزامنة".
أما صفحة "ارحل بكفي"، نشرت تغريدة: "بجرة قلم ألغى إجماعًا وطنيًّا وفصائليًّا بضرورة إجراء الانتخابات العامة.. واليوم يدعو لانتخابات مجتزأة بقرار فردي، انتقائية محضة وتفرد بالقرار".
شرعية مفقودة
وأكد الكاتب والمحلل السياسي خالد صادق أن رئيس السلطة محمود عباس يبحث دائمًا عن "الشرعية المفقودة".
وأوضح صادق في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أن "عباس" يعلم على المستوى الشخصي أن شخصيته مفقودة في الشارع وبين الفصائل الفلسطينية عدا عن أنه لا يتمتع بمكانة على المستويين العربي والدولي.
وقال: إن عباس أراد أن يتخلص من الانتخابات الرئاسية والتشريعية لأنه يدرك أنه لن يستطيع أن يحقق فيها أي إنجاز لصالح السلطة أو لحركة "فتح".
وذكر أن عباس لجأ للانتخابات القروية الجزئية "وهو يعلم تمامًا أن الفصائل سترفض هذه الانتخابات ولن تشارك فيها".
وأشار إلى أن عباس أراد أن يوجد "حجة" أمام المجتمع الدولي بأنه دعا إلى الانتخابات القروية ولم يستجب أحد، "وهنا سيضع المرشحين الذين سيختارهم بنفسه وفق شروطه الخاصة، وسيتم تعيينهم تقليديًّا لتنفيذ سياساته الخاصة".
وذكر صادق أن هذه التحركات من قبل عباس "مفضوحة"، لافتًا إلى خروج المظاهرات الشعبية في الشارع الفلسطيني بين الحين والآخر رفضًا لحكمه عدا عن استطلاعات الرأي التي عكست غالبية عظمى من الشارع الفلسطيني تطالبه بالتنحي والخروج من المشهد السياسي.