التغيير أمر لا مفرّ منه، سواء أعجبك ذلك أم لا، وبالتالي، قد تشعر بعدم اليقين. وهذا الشعور قد ينتابك من فترة إلى أخرى، خصوصاً حين لا تكون في منطقة مألوفة، ولا تعرف ما ينتظرك. الخبر السار هو أنّه يمكنك التعرف على هذا الشعور خلال الانتقال من مرحلة ما هو مألوف إلى المجهول، أو إلى المكان الآخر الذي من المفترض أن تكون فيه.
وحتّى حين تتوقّع حدوث تغيير ما، فستشعر أنك تتخلى عن شيء، الأمر الذي يجعلك تشعر أنك تخسر ما كنت تملكه يوماً. أكثر من ذلك، قد تشعر بالعزلة والخروج عن السيطرة. من هنا، يأتي الإحساس بعدم اليقين. وستسأل نفسك إذا كان من الأفضل إجراء تغيير أو البقاء حيث أنت. هذا النوع من الأسئلة سيجعلك تشعر بعدم الارتياح أو القلق. في هذه المرحلة الحرجة، يمكنك اتخاذ قرار إما بالانتقال إلى المرحلة التالية أو التراجع والبقاء حيث أنت.
وفي حال الاستمرار في التغيير، ستكتسب في النهاية فهماً وعمقاً لمعرفة سبب هذا التغيير وعدم اليقين الذي شعرت به. في هذه المرحلة، من المهم أن تعرف الشعور الذي سيرافقك، وتُدرك أنه من الطبيعي أن تشعر بعدم الارتياح، وهذا سيساعدك على التحرك في الاتجاه الصحيح. في النهاية، يصبح سبب التغيير واضحاً، وتمكنك السيطرة على الأمور مجدداً.
عدم اليقين أمر حتمي. في الحياة، قد تواجه القليل أو الكثير من الأحداث التي تجعلك تشعر بعدم اليقين. حتّى الأمور التي تُشعرك بالثقة يمكن أن تتغير. وفكرة أن الأشياء قد تدوم إلى الأبد تسيطر على كثيرين، إلا أن الحياة ليست كذلك. من هنا، فإن إدراكك أنك قادر على التغيير قد يساعدك في التغلب على هذه الأمور إذا لم تكن تتوقعها. ليس عليك أن تعيش في خوف من أن تتغير الأشياء وتنتهي، لكن الاستعداد لهذا الاحتمال يمكن أن يساعدك على أن تكون أكثر مرونة.
ولا تنسَ أن هناك دائماً الكثير من الاحتمالات. في بعض الأحيان، قد يقودك التغيير إلى نتيجة محدّدة للغاية. لكن في أحيان أخرى، يُتيح لك التغيير العديد من الخيارات والفرص.
ومن الأفضل ألا تضع توقعات. عندما تتوقع نتيجة معينة، ستشعر بالإحباط وخيبة أمل في حال لم تنجح الأمور بالطريقة التي كنت تأمل تحقيقها. حين تفتح المجال أمام العديد من الاحتمالات، ستُنقذ نفسك من البقاء وسط خيارات ضيقة. وعلى العكس من ذلك، فحين تفتح المجال أمام أمور جديدة، ستتيح لنفسك اكتشاف جوانب جديدة عن نفسك.