قال وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس: "إن (إسرائيل) لا ترغب في تعطيل حياة الفلسطينيين بالضفة الغربية وقطاع غزة، لكن إذا حاولت المنظمات رفع رؤوسها فسنتصرف بحزم".
الجملة الأخيرة التي قالها غانتس لفتت انتباهي بشدة: "إذا حاولت المنظمات رفع رؤوسها، فسنتصرف بحزم"، ما الذي يقصده غانتس؟ هل يقصد أن المنظمات الفلسطينية حاليًّا تشعر بالهزيمة وتطأطئ رؤوسها؟ لا أظن أن المقاومة الفلسطينية تشعر بالهزيمة ولا الخوف من تهديدات العدو الإسرائيلي، والأدلة على ذلك كثيرة، ابتداء من رفض وقف إطلاق النار من جانبها في معركة سيف القدس، على حين بادر بذلك جيش بيني غانتس مرغمًا، ثم رأينا كيف سار بعض قادة حماس وفي مقدمتهم السيد يحيى السنوار رافعي رؤوسهم في شوارع غزة في أعقاب المعركة على البث المباشر، في تحدٍّ واضح لعنجهية الاحتلال وغروره الزائف، وكذلك لم تتوقف أعمال المقاومة بأشكالها المختلفة بعد سيف القدس حتى اللحظة، وإن غلب عليها المقاومة الشعبية بالبالونات وغيرها، رغم التهديدات السابقة للعدو بإطلاق صاروخ مقابل كل بالون.
يقول غانتس: "لا نرغب في تعطيل حياة الفلسطينيين بالضفة الغربية وقطاع غزة"، هل يعتقد غانتس أن الحياة في غزة تسير على ما يرام؟ هل يعتقد أن إدخال بضع شاحنات إلى غزة وخروج بعض المسافرين منها يعنيان أن الوضع تمام في قطاع غزة؟ الحياة في غزة لا تطاق بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي والمؤامرات العربية وغيرها، أهل غزة لم يعد لديهم الصبر على استمرار الحصار، ولذلك على المحتل الإسرائيلي أن يعمل على تجنب الانفجار القادم بدلًا من إضاعة الوقت في التهديدات الجوفاء، التي طالما رددها غانتس وغيره من قادة الاحتلال وكذبتها تنازلاتهم المستمرة، وإن على استحياء، والضفة أيضًا تعاني، ولكن لا مقارنة بما يحدث في غزة، ومع ذلك إن الضفة الغربية أيضًا على وشك الانفجار، ولن تؤخره تهديدات لا قيمة لها في الشارع الفلسطيني ولا عند فصائل المقاومة.
في الختام نذكر بأن بيني غانتس تراجع عن قراره منح 50 تصريح بناء في قرية بيت زكريا الواقعة بمنطقة (سي) في محافظة بيت لحم، مع استمرار العمل بالقرار الموازي، وهو بناء 2000 وحدة استيطانية لمصلحة المستوطنين، غانتس تراجع رغم اجتماعه مع الرئيس محمود عباس وتقديمه رزمة من الوعود الكاذبة، ونتمنى أن تفطن السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير أن مصلحتها تكمن في وحدة الشعب الفلسطيني والمصالحة، وإعادة ترتيب البيت الداخلي، لا في ملاحقة سراب أوسلو وحل الدولتين بالمفاوضات العبثية.