لا شك أن معظم الفلسطينيين باتوا ليلتهم الماضية وقد سكن الحزن صدورهم وكذلك أصبحوا اليوم بعد اعتقال أربعة من أبطال نفق الحرية.
لكن لم تشأ قيادة كتائب الشهيد عز الدين القسام أن يكون شعبها على هذا الحال.
ساعات قليلة وقد خرج الملثم الثائر أبو عبيدة بشير الأحرار ونذير الأعداء ليقطع عهد القائد العام ورفاقه في قيادة القسام بأن الأبطال الستة سيكونون ضمن قائمة صفقة تبادل الأسرى ولن تكون صفقة أبدا بدونهم.
لقد أدخل الملثم السكينة على قلوب الناس وحول الحزن إلى أمل جديد بفجر قريب سيخرج فيه الأسود مرفوعي الرأس لكن هذه المرة من فوق الأرض لا من تحتها وأمام أعين سجانيهم الذين سيفتحون لهم الأبواب الموصدة منكسرين.
تصريحات أبو عبيدة وما حملته من مضامين وقرارات قاسية على العدو تؤكد شمولية المقاومة داخل فلسطين من رأس الناقورة إلى جنين إلى غزة، وتدلل كذلك على مدى التزام القسام بتحرير الأسرى وتثبت لمن دخل الريب قلبه أن ملف الأسرى دائما على رأس أولويات القسام.
إن ما جاء على لسان الناطق العسكري يربك ويفشل كل حسابات العدو الذي حاول ملياً تسجيل صورة إنجاز وهمية باعتقال الأبطال الأربعة، وسعى عبر إعلامه عن قصد لدق أسافين العداء والفرقة بين شعبنا في الداخل الصامد المساند وباقي المناطق الثائرة في القدس والضفة وغزة.
أمام إطلالة الناطق العسكري أبو عبيدة يكون أبناء شعبنا في المثلث والجليل، في جنين ونابلس ورام الله والخليل وغزة على قدر متساوى من حالة العزة والفخر لأن قضية كل أسير من الأبطال الستة والأسود الشامخة في سجون العدو تخصهم وتعنيهم، فالقاسم مشترك والعدو واحد.
ويوم أن تتم الصفقة الجديدة القريبة ويخرج البطل محمود العارضة ورفاقه سيكون العدو قد تلقى الضربة الثالثة، فقد كانت الأولى فيما أثخنه الأبطال في العدو قبل اعتقالهم والثانية بملحمة نفق الحرية والثالثة بالدوس على علم إسرائيل على بوابات زنازينهم من الخارج وبحرقه على عتبات مخيم جنين.