فلسطين أون لاين

​ماذا تريد الأطراف العربية من هجومها المتواتر على "حماس"؟

...
رام الله / غزة - أحمد المصري


ما إن بدأت رحى الأزمة الخليجية في الدوران قبل أيام قليلة، إلا وأشهرَ سياسيو وإعلاميو الجبهة المناهضة لقطر سيوفهم وعصيهم مهاجمين حركة حماس، وزجوها في أتون معركة "الإرهاب" وزعزعة استقرار المنطقة.

فلماذا شُنت هذه الحملة على الحركة من دون أن يكون لها رصيد، وما الأهداف التي تريدها الجهات المنفذة، وكيف تعيش الحالة الإسرائيلية على وقعِ هذا الهجوم؟

وفي معرض هجوم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على قطر دعا الأخيرة إلى وقف دعم حركة "حماس"، فيما حَمل تصريح لنظيره الإماراتي أنور قرقاش هجومًا هو الأعنف حيث اتهم الحركة بـ"الإرهاب"، وأن وجودها في المنطقة يمثل مشكلة للمنطقة.

وبصورة متصلة وبعيدًا عن دول الخليج العربي، عقد متحدث عسكري لقوات اللواء خليفة حفتر في ليبيا المدعومة من الإمارات وبعض الدول الإقليمية، مؤتمرًا صحفيًا اتهم فيه كتائب القسام الجناح العسكري لحماس بالتدخل في الشأن الليبي والتورط في أعمال عسكرية.

المحلل السياسي إبراهيم المدهون، يرى أن ما يحدث من هجوم متواتر منذ بدء الأزمة الخليجية على حركة حماس، يأتي محاولة لإرضاء واشنطن في المقاس الأول والأخير، وأن رضا واشنطن يتلخص في تنفيذ بعض المطالب الإسرائيلية المتمثلة في محاربة المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة "حماس".

ويشير المدهون لـ"فلسطين"، إلى أن الهجمة العربية على حماس، جاءت مباشرة بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، وتنفيذًا لأجندته التي وضعها قبل المغادرة والتي من أبرز عناوينها التضييق على حماس والزج بها في إشكاليات إقليمية، مبديًا اعتقاده بأن "حماس" أذكى من أن تستدرج لهذا المستنقع.

إرباك الحسابات

ويؤكد وجود صفقة يجري الإعداد لها في المنطقة، تريد واشنطن والأطراف العربية التي تشن هجوما على "حماس" اقحام القضية الفلسطينية بها عنوة، غير أن عدم اعتراف الحركة بـ(إسرائيل) ورفضها لعملية التسوية مع الأخيرة أربك الحسابات والتوجهات المرسومة، وهو ما استدعى إطلاق عنان الهجوم عليها.

ويوضح المدهون أن دولة الاحتلال الإسرائيلي باتت في موقع "المتفرج السعيد" مما يجري عربيا وما يشن من هجوم على حركة حماس ونعتها بالإرهاب، مدركا أهمية ذلك ونتائجه والتي تغني (الاحتلال) عن أي عمل عسكري يدفع كلفته ثمنا باهظا.

وأفردت وسائل إعلام إسرائيلية، ارتياحا واسعا في صفوف حكومة الاحتلال والمعارضة اليمينية لما يجري في الساحة العربية.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي أحمد رفيق عوض، إن كل الهجوم الذي تواتر تباعًا على لسان مسؤولين من المستوى العربي الرفيع، والكتاب، ووسائل الإعلام ليس إلا خضوعًا للمطلب الأمريكي الذي ساقه "ترامب" خلال قمة الرياض الأخيرة، وأدرج حركة "حماس" تحت قائمة المنظمات "الإرهابية".

ويضيف عوض لـ"فلسطين"، أن المواقف العربية المهاجمة لحماس لا تعتمد على رصيد واقعي أو حقيقي لأي اتهام تسوقه، ولا تعبر إلا عن حالة الاستسلام الكامل للعرب والخوف من عدم تنفيذ مطالب واشنطن.

وينبه إلى أن الهدف الواضح من الهجوم الذي يشن على حركة حماس هو ازاحتها عن خارطة العمل الفلسطيني المقاوم والإعداد لعمل عسكري ضدها ولكن بأيد عربية خالصة، بعد أن فشل الاحتلال الإسرائيلي بذلك، مستدركًا: "وهنا مكمن الخطورة".

ويتوقع عوض أن تكون (إسرائيل) ورغم ارتياحها الشديد لحالة المعاداة العربية لحماس، راغبة في أن لا يصل الأمر للضغط الشديد على الحركة لإدراك الاحتلال أن الضغط الكبير لن يجد شظاياه إلا وجهه.