طعنتان نجلاوان، كانت الأولى بسيف القدس، وجاءت الثانية من أسرى فلسطينيين في سجن جلبوع. استقرّت الأولى في المستويين العسكري، والاستخباراتي، واستقرّت الثانية في خاصرة الأمن، الذي بات مهزوزًا يعض أصابعه، في انتظار لجنة تحقيق قد تودي بقيادة السجن والأمن في ذاك المكان. رجال المقاومة الستة من المحكومين بأحكام مدى الحياة تمكنوا من الهرب من سجنهم، واللجوء إلى أماكن آمنة، بعد أن تركوا دماء الأمن تنزف.
لا توجد تفاصيل جديدة عن عملية الفرار والخلاص من سجن الظالمين، ولكن غدًا تتكشف الأسرار، وتستخلص الأطراف ذات الصلة العبر اللازمة. المهم أن النجاة من السجن تمت بتوفيق الله أولًا، ثم بتخطيط المجاهدين، وبصبرهم وقوة عزيمتهم. كم شهرًا استغرقت عملية قهر السجن والسجان؟!، وهل المسؤول عن الفشل حكومة نتنياهو أم حكومة بينيت؟! السؤال ربما يتحدث عن معركة داخلية بين الأحزاب الحاكمة الآن، وأحزاب المعارضة؟! نحن لا شأن لنا فلسطينيًّا بهذه المعركة، ولا بتداعياتها المحتملة سلبيًّا على بقاء حكومة بينيت. كل ما يهمنا أن المجاهدين خرجوا من السجن سالمين، وهذا الخروج يرتبط بهم وبعزيمة الفلسطيني، ولا يرتبط بنوع الحكومة في تل أبيب.
درسنا الذي يعلنه المجاهدون في كل مرة يقول: إن عزيمة الفلسطيني لا يضعفها القصف، وهدم الأبراج، ولا ينال منها السجن، وأحكام المؤبد ومدى الحياة. الفلسطيني الجديد مجاهد في المعارك، ومجاهد في مواقع الأسر والاعتقال، ومجاهد وهو في المنافي والشتات، ومجاهد في ساحات العمل السياسي، والرباط الميداني، ولن يترك جهاده لأن رجال التنسيق الأمني من أبناء جلدتنا يلاحقونه ملاحقة هي أشد من ملاحقة رجال الشباك الصهيوني.
الشعب الفلسطيني كله يناشد رجال التنسيق الأمني قائلًا: اعملوا عملًا واحدًا نظيفًا في حياتكم، فغطوا الطرف، وتحايلوا على أوامر البحث، ودعوا فرحة الشعب وعوائل الأسرى تكتمل بأبنائها. لا تقوم بعمل خبيث يخدم العدو، وتبوَّأوا أنتم بلعنات الشعب كله، وذوي الأسرى خاصة. الشعب لا يطلب منكم مساعدة المجاهدين، ولكن يطلب منكم غض البصر عنهم، وإيقاف السمع والتجسس على أخبارهم. دعوهم وقدرهم، فلعل عملًا كهذا يفيدكم يوم الحساب. وعلى قادة العدو البحث في إرادة الفلسطيني الجديد وعزيمته، قل البحث فيمن يقع عليه اللوم. الأسرى جميعهم إلى الحرية بِعِزِّ عزيز أو بِذُل ذليل، يعز الله من يشاء، ويذل الله من يشاء. اللهم عمِّ عنهم العيون والآذان وأخرس ألسنة المتطفلين.