عدّ محررون ومختصون في شؤون الأسرى، عملية انتزاع الأسرى الستة حريتهم عبر "نفق الحرية" من سجن "جلبوع" الإسرائيلي "انتصارًا كبيرًا" للشعب الفلسطيني، وسيكون له تداعيات على الأسرى داخل السجون عبر إجراءات مشددة.
وأكد المحررون، خلال لقاء إلكتروني نظَّمه مركز دراسات اللاجئين، أمس، بمشاركة نخبة فكرية، تحت عنوان "قراءة في مشهد الهروب الكبير عبر نفق الحرية"، أن هذه العملية تدلل على أن الأسرى هم الذين يمتلكون زمام المبادرة.
ويؤكد وكيل وزارة الأسرى في قطاع غزة بهاء الدين المدهون، أن العملية التي نفذها الأسرى الستة، تدلل على مدى العزيمة والإصرار والقوة التي يمتلكها الأسرى في سجون الاحتلال.
ويقول المدهون خلال مداخلته: إن الأسرى لديهم قوة كامنة في أرواحهم رغم أن الاحتلال يحاول اقتلاعهم معنويًّا يوميًّا عبر الاعتداء المستمر عليهم في كل لحظة.
وأوضح أن الأسرى حفروا النفق بأدوات بسيطة، وهذا الانتصار يدلل على هشاشة الكيان الإسرائيلي، أمام الأسرى الذين لا يملكون إلا القوة الكامنة والعزيمة والإرادة.
وبيّن أن الأسرى يعيشون واقعًا مريرًا وصعبًا داخل الأسر، لكونهم يتعرضون للاستهداف من المؤسسة الصهيونية من أعلى هرم فيها.
وبحسب المدهون، فإن هذه العملية سيكون لها تداعيات كبيرة عندما يشعر الاحتلال أنه أصبح "أضحوكة" أمام العالم، من خلال تشديد الأمن على الأسرى في السجون.
وتوّقع أن يُقدم الاحتلال على تحصينات أمنية جديدة في جميع السجون، مما ستنعكس سلبًا على الأسرى، إضافة إلى زيادة القمع الليلي واقتحام السجون، ومنع زيارات الأهالي.
كما توقّع، أن تحرم إدارة السجون الأسرى من إدخال العديد من الأغراض والاحتياجات الأساسية، ضمن عملياتها الانتقامية ردًّا على العملية البطولية، مرجحًا أن تمنع أيضًا استقبال المحامين والمؤسسات الدولية من زيارة الأسرى.
في السياق، رجّح المدهون أن ينتج عن العملية تداعيات إيجابية على الأسرى، تتمثل بتكاتفهم وتشابكهم مع بعضهم في وجه السجان، وستزيد الروح المعنوية لديهم، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
تحريك المياه الراكدة
من جانبه، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الأسير المحرر خضر عدنان: "نحن نعيش في حالة انتصار حقيقية، وما حدث هو نصر رباني، خاصة في ظل هذه المرحلة الحساسة من تاريخ شعبنا".
وشدد عدنان خلال مداخلته، على أن "الأسرى يتمتعون بروح معنوية عالية جدا، وهذا انتصار لكل الأحرار"، محمّلا الاحتلال المسؤولية عن تأخره في إبرام صفقة تبادل أسرى جديدة.
ولفت إلى أن هذه العملية جاءت بعد سلسلة خسائر لحقت بالاحتلال خلال الأيام القليلة الماضية، وأبرزها مقتل القناص الإسرائيلي على حدود قطاع غزة، ما أدى إلى تكاتف الفلسطينيين مع بعضهم في كل الأماكن.
وبيّن أن الشباب الفلسطيني اتخذوا كل الإجراءات اللازمة لحماية الأسرى الستة، عبر إزالة الكاميرات في جنين، والاستعداد لأي مواجهات محتملة مع قوات الاحتلال.
ودعا عدنان، السلطة إلى وقف الاعتقالات السياسية ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال لما له انعكاسات سلبية كبيرة على الشعب الفلسطيني في الضفة.
بدوره، قال الأسير المحرر حازم حسنين: إن العملية البطولية تؤكد على صوابية الخيار الذي اتخذته المقاومة في تحرير الأسرى، بعيداً عن المفاوضات العبثية والتنسيق الأمني مع الاحتلال.
وبيّن حسنين، أن العملية تؤكد أن الأسرى لديهم زمام المبادرة وتحريك المياه الراكدة، مشيرًا إلى أنها هزّت الأروقة الداخلية السياسية الإسرائيلية.
من جهته، حث الأسير المحرر عماد الصفطاوي، الأسرى وخاصة أصحاب الأحكام العالية، على التفكير في الهرب من سجون الاحتلال، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يعتمد على التكاتف ودراسة الفكرة فيما بينهم حتى إنضاجها.
وبيّن الصفطاوي، أن سجن جلبوع من أكثر السجون المحصنة أمنيًّا، حتى أن الأسرى بداخله يستبعدون الهرب منه، "لذلك فإن ما حدث مع الأسرى الستة، هو انتصار حقيقي ومعجزة".