فلسطين أون لاين

"ر" يقود "شاباك" وسط تحديات أمنية كبيرة

ينهي في هذه الأيام نداف أرغمان رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك) مهامه التي تسلمها قبل خمس سنوات، بعد اختيار خليفته الملقب "ر"، ليتسلم منصبه الجديد أوائل أكتوبر المقبل، وسيكشف رسميًّا عن هويته بعد توليه موقعه فعليًّا.

من المتوقع أن يجد "ر" أمامه جملة من التحديات الأمنية والتهديدات الداخلية، أهمها قطاع غزة والضفة الغربية، وانتشار الجريمة بين فلسطينيي الـ48، وقد تكون لديه إستراتيجية جديدة في الضفة الغربية، والتعامل مع تصعيد محتمل في قطاع غزة، وبذل مزيد من التعاون مع جيش الاحتلال والموساد، أما الموضوع الأكثر إثارة للانفجار فهو عمل الشاباك بين فلسطينيي الـ48.

مع العلم أن "ر" هو نائب أرغمان، وخدم مع نفتالي بينيت رئيس الحكومة في سرية هيئة الأركان العامة، والتقيا أكثر من مرة في المناقشات خلال تولي الأخير وزارة الحرب، وفي الأشهر الأخيرة عندما شغل منصب رئيس الوزراء توافرت أمامه فرصة جيدة لمعرفته من قرب.

يزعم الإسرائيليون أنه فور تعيين "ر" رئيسًا للشاباك بات عليه مهمة صياغة "حمضه النووي" بسرعة، وقيادة الجهاز من طريقه، مع ما لديه من بنية تحتية تنظيمية وبشرية، يسعى لأن تساعده بخفض مستوى الهجمات المسلحة، وترسيخ استقرار الأمن بالضفة الغربية، والزيادة الكبيرة في القدرات السيبرانية الأمنية، لكن مهمته ستكون أكثر تعقيدًا من مهمة سلفه أرغمان، ومختلفة قليلًا عنها بتصميم خليته الأمنية الضيقة بسرعة، وتعيين نائب جديد، ورؤساء الأقسام، واتخاذ بعض القرارات التنظيمية. 

أيضًا سيكون "ر" مطالبًا باتخاذ قرار بشأن القضية الأكثر إثارة للانفجار على المحك أمام الإسرائيليين، وهي مدى عمل الشاباك بين فلسطينيي الـ48، وهناك العديد من الأسباب لهذا التدخل المحتمل، أهمها أن معظم الأسلحة سُرقت من جيش الاحتلال الإسرائيلي، ويمكن استخدامها في أنشطة مسلحة معادية، ما يمثل تهديدًا للدولة، وقدرة مؤسساتها على العمل، وإعطاء تحذير إستراتيجي لما سيأتي بعده.

وقد يتجهز "ر" لاحتمال أن تحل حماس بديلًا عن السلطة الفلسطينية التي تضعف تدريجًا، وربما يتطلب ذلك منه توثيق العلاقات مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية، فضلًا عن التحضر لمزيد من التصعيد في غزة، وتقديم معلومات استخبارية موثوقة ومتسقة من شأنها إحباط تسلح المنظمات العسكرية، إذ يمتلك "ر" خبرة واسعة في العمليات داخل القطاع. 

مع العلم أن اختيار بينيت "ر" لرئاسة الشاباك جاء عقب إجرائه سلسلة مشاورات شاملة ومتعمقة في الأسابيع الأخيرة، شملت كبار أعضاء المؤسسة العسكرية والأمنية، استعرض خلالها عدة مرشحين لهذا الموقع الحساس، وتباحث مع كبار من أعضاء المؤسسة العسكرية والأمنية، الحاليين والسابقين، ومنهم كبار مسؤولي الشاباك المنخرطون في أنشطته.