ماذا قال عالمان مصري وألماني حول الموعد المتوقع لانحسار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19″؟ وماذا تعني لأعداد المرتفعة للإصابات حتى الآن؟ وما حقيقة الشائعات حول تطعيم الأطفال؟
نبدأ من مصر، حيث قال الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة، إنه وفقًا لتجارب عالمية سابقة مع مثل هذه الفيروسات، فإنه مع مرور الوقت يضعف الفيروس، وقد لا تكون السلالات المتحورة شديدة، ثم يبدأ الفيروس بالتحول إلى فيروس تنفسي سائد يتعامل معه الإنسان.
وأوضح في تصريح تلفزيوني أنه يعتقد إنه تدريجيًا بعد مرور عام 2021 سيبدأ انحسار فيروس كورونا من حيث الشدة والانتشار، ولكنه لن يختفي تماما.
ننتقل إلى ألمانيا حيث قدم عالم الأوبئة كلاوس شتور نظرة تفاؤلية، متوقعا انتهاء جائحة كورونا وعودة الوضع الطبيعي في البلاد بعد الشتاء المقبل.
وأشارت توقعات إلى أن جائحة كورونا ستنتهي بألمانيا في أعقاب الشتاء المقبل. وفي تصريحات لصحيفة "مونشنر ميركور" المحلية الصادرة السبت (28 أغسطس/آب 2021) ونقلتها دويتشه فيلله، قال شتور "اعتبارا من الربيع سنشهد هدوءا ملحوظا للغاية للموقف، وستنتهي الجائحة عندئذ، وسيسود في الصيف مرة أخرى وضع طبيعي تماما رغم بعض الإصابات".
ورأى عالم الأوبئة الألماني أن الأعداد المرتفعة لإصابات كورونا حتى الآن " تطور متوقع ولا تدعو للانزعاج".
في الوقت نفسه، أعرب شتور عن القلق حيال وجود أكثر من 4 ملايين شخص في بلاده فوق سن 60 لم يتلقوا تطعيم كورونا بعد، وقال إن هؤلاء "معرضون بشكل تام للإصابة بالفيروس". وأضاف أن هذا "يكفي في الشتاء لإحداث ارتفاع مأساوي في حالات المسارات الخطيرة للمرض وحالات الدخول إلى المستشفى، ويجب الانشغال بهذا الأمر وتحسين التقدم في حملة التطعيم" مطالبا بإفساح الأولوية لجرعات التطعيم التنشيطية وتحسين معدل التطعيم في قطاع الرعاية والتمريض.
تطعيم الأطفال.. شائعات منتشرة
من جانب آخر، قالت صحيفة "لوموند" (Le Monde) إنه مع اقتراب بداية العام الدراسي زادت النقاشات حول تطعيم الشباب ضد كوفيد-19، لاسيما في ظل تواصل انتشار السلالة المتحورة دلتا التي تصيب الأطفال.
واستعرضت هذه الصحيفة الفرنسية أخبارا مضللة حول تطعيم الأطفال، وفندتها:
1: تطعيم 24 ألف طفل بالقوة في أستراليا
منتصف أغسطس/آب، انتشر مقطع فيديو لوزير الصحة الأسترالي براد هازارد، في ولاية نيو ساوث ويلز، على نطاق واسع عبر الإنترنت، صرح فيه خلال مؤتمر صحفي في السادس من أغسطس/آب، بأن "24 ألف شاب سيتمكنون من تلقي التطعيم في ملعب بالقرب من سيدني دون حضور أوليائهم". وقد نُشر ما يلي على بعض الشبكات الاجتماعية "في أستراليا، سيتم إحضار 24 ألف طفل إلى الملعب لتطعيمهم تحت حراسة أجهزة الشرطة، لكن لا يحق للآباء الدخول".
ومرّة أخرى، ورد هذا الجزء من الخبر مبتورا ولم يتضمن إشارة إلى إجبارية تطعيم الأطفال أو فرض ذلك بالقوّة. ففي أستراليا، يمكن فقط لمن تجاوزوا سنّ 16 عامًا (مع استثناءات قليلة) تلقي التطعيم إذا رغبوا في ذلك. ولن يتمكن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عامًا من تلقي التطعيم إلا اعتبارًا من 13 سبتمبر/أيلول.
لم يتحدّث الوزير الأسترالي في خطابه عن الأطفال بشكل عام، بل وجّه كلامه إلى "24 ألف طالب" في الحقيقة. وقد حثّ طلاب المدارس الثانوية على التطعيم قبل امتحانات نهاية العام حتى لا يمرضوا، مشيرًا إلى أن هذه "فرصة" سانحة وهم غير مجبرين على ذلك.
2: صور لفتاة صغيرة تنتزعها الممرضات
تم تداول صور أخرى للترويج لفكرة التطعيم الإجباري، وأبرزها صور لفتاة صغيرة تنتزعها الممرضات وضباط الشرطة من يد والدها. وحسب راديو وتلفزيون بلجيكي ناطق بالفرنسية، فإن شرطة ولاية فيكتوريا تؤكّد أن "المشهد لا علاقة له لا من بعيد ولا من قريب بكوفيد-19 أو التطعيم أو الاختبارات الصحية" لكنها ترفض إعطاء المزيد من التفاصيل احترامًا لخصوصية المعنيين بالأمر.
3: رحلات لتلاميذ الابتدائية لتطعيمهم دون إبلاغ الوالدين
في مقطع فيديو شاهده أكثر من 300 ألف متابع على فيسبوك، أكد المدون أوليف أوليف -وهو ناشط سابق في حركة "السترات الصفراء"- أن المدارس الابتدائية "تخطط بالفعل لتنظيم رحلات المدرسية إلى مراكز التطعيم" مشيرا إلى أن 3 مدرسين "مصدومون وغاضبون" أكدوا له صحّة المعلومة. لكن هذا الخبر لا أساس له من الصحة.
منذ 15 يونيو/حزيران، فُتح المجال بفرنسا لتطعيم الأطفال من أعمار 12-17 عامًا، على أساس تطوعي. وتُشترط موافقة الوالدين لمن تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما. ومن المقرر إطلاق حملات التطعيم مع العودة في المدارس الثانوية والكليات، لتشجيع المراهقين على التطعيم، وتدارك التأخير الذي وقع في تطعيم الفئات العمرية الأخرى.
من ناحيته قال الوزير جان ميشيل بلانكيه "سيتم تخصيص فرق متنقلة للتطعيم في المؤسسات التعليمية، أو تنظيم تنقل التلاميذ بصفة تطوعية إلى مراكز التطعيم بالتنسيق مع الخدمات الصحية" كما أن المدارس الإعدادية والثانوية فقط هي المعنية بهذا الأمر. وبما أن الأطفال دون سن 12 عامًا ليسوا معنيين بحملة التطعيم، فلن تشمل حملات التطعيم المدارس الابتدائية، وذلك وفق ما نقلته "لوموند" عن وزارة التعليم الوطنية. وهو ما يدحض أخبارا حول الرحلات المدرسية بهدف تطعيم تلاميذ المدارس الابتدائية دون إبلاغ الوالدين.