شهدت محافظة رفح جنوب قطاع غزة موكبا جنائزيا مهيبا للشهيد القائد في كتائب القسام إبراهيم حسين أبو نجا (51عاما) بمشاركة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
وتقدمت القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" والقيادة العسكرية لذراعها المسلحة كتائب الشهيد عز الدين القسام، مراسم تشييع الجنازة لقائد الهندسة في الكتائب في لواء رفح.
وحضر القادة الدكتور خليل الحية والدكتور إسماعيل رضوان وفتحي حماد والدكتور عطا الله أبو السبح وعيسى النشار وسعد المغاري، ونائب رئيس المجلس التشريعي الدكتور أحمد بحر، والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل ولفيف من قادة الفصائل.
وظهرت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة بقوة في الجنازة، وعلى رأسها كتائب القسام وألوية الناصر صلاح الدين وكتائب شهداء الأقصى "لواء نضال العامودي" وكتائب المقاومة الوطنية، كما شاركت الأجهزة الشرطية في موكب التشييع.
وانطلق الموكب من منزل الشهيد أبو نجا بمخيم الشابورة وسط المحافظة، محمولاً في موكب عسكري نحو مسجد الفاروق الذي نشأ فيه، لإلقاء نظرة الوداع عليه، ثم تجاه مسجد العودة، لتأدية صلاة الجنازة عليه، ثم إلى مقبرة الشهداء لمواراة جثمانه الثرى.
وتدافع المشيعون للإلقاء نظرة الوداع على جثمان الشهيد في مسجد العودة، لا سيما أنه كان محبوبا بين الناس، ولا تفارق ثغره الابتسامة في وجه من يعرفه ومن لا يعرفه.
لن نتراجع
وأوضح القيادي الحية إلى أن طريق الإعداد والتحرير الذي ارتقى فيه الشهيد "أبو المعتصم"، "لن نتراجع عنه أبدا، مهما كلفنا ذلك من تضحيات، وإن دماء شهيدنا الذي بذر بذرة المقاومة وحمل اللواء، تؤكد على أن طريق القدس وفلسطين هو الطريق الواضح".
وتابع: "رحل أبو المعتصم وترك خلفه جيشا يحمل الراية من خلفه، في طريق التحرير"، مضيفا: "دمك يقول اليوم، أن القسام وحماس وشعبنا والفصائل، رسالتهم واضحة، وهي أن طريقنا نحو القدس، وسلاحنا موجه للاحتلال، مهما سعى البعض وفرح العدو واستدار الزمن له، لن يكون له موطئ قدم في أرضنا".
وأكد على أن القدس والأقصى والقضية الفلسطينية "أغلى من دمائنا وقادتنا وأبنائنا، لأننا وقود لتحريرها ورفعة شعبنا".
وحذر الحية، من المساس بحركته أو الزج باسمها في أي مكان؛ مؤكدًا أن هدفها واحد معروف، وهو مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ودحره عن الأرض الفلسطينية.
وشدد قائلا: "نُرسل رسالة للعالم بعدم الزج باسم حماس في محاولة لاختلاط الأمر ومقاطعتها؛ فحركتنا غير معنية بأن تنقسم الأمة العربية والإسلامية تحت أي ظرف كان؛ ومعنية بوحدتها وإنهاء خلافاتها لما في ذلك من رفعة لفلسطين وغيظ للاحتلال الذي هو مصدر الشر".
بدوره، أشاد القيادي المدلل، خلال كلمة فصائل العمل الوطني، بمسيرة الشهيد أبو نجا الجهادية، التي واصلها رغم تعرضه لثلاث محاولات اغتيال، إلا أنها لم تُثنيه عن مواصلة الجهاد والمقاومة.
وقال: "شهيدنا أفنى عمره في المقاومة، وكان قائدًا مميزًا له بصماته في العمل المقاوم، وهذه هي طبيعة شعبنا ومقاومتنا، التي تقدم تضحيات جسام، على مر العقود، رغم القتل والتهجير والاغتيالات والاعتقالات".
وأشار المدلل إلى أن أبو المعتصم حدد معالم المرحلة القادمة، ولم يستطع العدو إثنائه عن السير في طريق المقاومة رغم محاولات اغتياله وقصف منزله، قائلا: "المجاهد الفلسطيني الذي يمثل الحق بلا شك هو المنتصر على الاحتلال المجرم الغاصب الذي يمثل الباطل".
ولفت إلى أن دماء الشهيد تؤكد أن المعركة مستمرة وأن الإعداد مستمرا، حتى لو وقفت الدنيا جمعاء في وجه شعبنا وحقوقه.
من ناحيته، أوضح القيادي المغاري أن ارتقاء الشهيد أبو المعتصم هو بمثابة فرح في السماء وحزن في الأرض، قائلا: "خسرته أرض فلسطين والمقدسات والأمة، وربحته السماء".
وتابع: "شهيدنا دفع ضريبة العزة والكرامة للأمة التي تبحث عن قاذورات الأرض، وتبحث على أن يكون لها مكانا في العالم الظالم"، مضيفا: "الناس كانوا يعدون الطعام لتناول طعام الإفطار، أما هو فقد كان يعد الذخيرة من أجل دحر الاحتلال وإعادة عزة الأمة، لأنه كان يعرف بوصلته نحو الأقصى".
من ناحيته، تطرق القيادي أبو السبح، لسيرة الشهيد الجهادية، ومواقفه ومحطات هامة في حياته.
وأوضح أنه كان من القيادات البارزة والمهمة والمرموقة التي جعلت منها قائدًا يتولى مكانةً مهمةً في عمله وبين أبناء شعبه؛ عدا أنه لم يكل أو يمل أو يستلم عندما كان يتنقل من معركة لأخرى مع ثُلة من المجاهدين رغم استهدافه من الاحتلال مرات عدة.
وقال أبو السبح: "عرفناه خلوقا فذا جسورا مجاهدا لا يلين ولا يستكين، ولا ينظر إلى ملذات الدنيا"، مؤكدا على أن حقوق شعبنا لن تموت باستشهاد القادة والمجاهدين، وستمضي المسيرة حتى التحرير.
واستشهد القائد أبو نجا، وأصبب ثلاثة آخرين بجراحٍ متفاوتة، جراء انفجار عرضي، وقع في أحد مواقع التدريب بمحافظة رفح، جنوب قطاع غزة، مساء الأربعاء الماضي.