فلسطين أون لاين

هل تؤثر الكمامات في نمو الأطفال؟

هل يشعر الأهل بالقلق من تأثير الكمامات في نمو أطفالهم اجتماعيًّا وعاطفيًّا؟ تقول أستاذة علم النفس روبين كوسلويتز، في مقالة نشرتها في موقع "سايكولوجي توداي": "إن الحديث عن تأثير كورونا في الأطفال بات حديثًا عالميًّا".

وكثيرًا ما يسأل الأهل: "ما مدى تأثير وضع الكمامات في قدرة الأطفال على قراءة وجوه الآخرين في مرحلة نموهم؟ وهل سيواجهون مشاكل تتعلق بالمهارات الاجتماعية بسبب عدم رؤيتهم أي ملامح؟".

لا شك، أمور كثيرة تدفع الآباء للقلق؛ فالتربية في أثناء الجائحة ليست نزهة، حتى إن الأهل باتوا يشعرون بالقلق من انعكاس تعبهم وإرهاقهم في أثناء الجائحة على أطفالهم، فضلًا عن الضغوط الناتجة عن التعليم عن بعد والتباعد الاجتماعي وغير ذلك.

ويقول معظم الأهل إن أطفالهم لم يعودوا اجتماعيين كما في السابق، وهم قلقون بشأن الآثار التراكمية لذلك.

ويفيد بحث أعدته جامعة "ويسكونسن-ماديسون" الأمريكية أن تأثير أقنعة الوجه في قدرة الأطفال على قراءة المشاعر طفيف، وأحيانًا قد يكون مفيدًا لقراءة المشاعر بدقة أكبر، وشمل البحث 80 طفلًا تتفاوت أعمارهم من 7 أعوام إلى 13 عامًا.

لماذا لا تجعل الأقنعة قراءة الوجه مستحيلة؟

في الواقع، وبحسب البحث، إنه يمكن استنتاج معلومات عاطفية أكثر دقة من العضلات المحيطة بالعيون والحواجب وعضلات الخدود العلوية، ويمكن للفم أن يكذب، نعلم جميعًا ما الابتسامة المزيفة، وعندما نسأل: "ما المزيف في هذه الابتسامة؟"، يمكن للأطفال أن يقولوا: "إنها لا تصل إلى العين"، بحجب الفم تساعد الكمامات على توجيه انتباه الأطفال إلى المناطق المهمة.

لنفكر في إحساس أو انفعال عاطفي مثل المفاجأة، صحيح أنه يمكننا قراءته بسهولة من شكل "O" الذي يظهر على الفم، لكن حتى من دون هذا الشكل يمكن لرفع الحاجبين أن يكون كافيًا، إضافة إلى توسّع العينين، صحيح أن الكمامة قد تحجب الفم، لكن الفرد يبالغ في رد فعله، ما يجعل من السهل استنتاج شكل الفم تحت القناع.

ماذا عن الخوف؟ في لحظات كهذه عادة ما يفتح الأشخاص الخائفون أفواههم قليلًا، ولكن هذا ليس في الحقيقة الدليل على الخوف؛ فالدليل الممتاز لتبيان الخوف هو الأكتاف، عندما نخاف تنحني أكتافنا بشكل دفاعي.

نتائج هذه الدراسة مشجعة، إذ تشير إلى أن الكمامات لا تؤثر في قدرة الأطفال على قراءة الوجه، في بعض النواحي يمكن أن يكون حجب النصف السفلي من الوجه مفيدًا، لأنه يوجّه انتباه الأطفال نحو المناطق العلوية من الوجه، التي تعد أكثر دقة لتحديد العواطف.