فلسطين أون لاين

​رمضان مُرّ بغياب الطفل رائد

...
الشهيد رائد ردايدة (أرشيف)
بيت لحم - خاص "فلسطين"

تستقبل عائلة الشهيد الطفل رائد ردايدة (15 عامًا) ابن الصّف التاسع الأساسي شهر رمضان المبارك على وقع ارتقاء طفلها برصاص الاحتلال، الذي يدّعي محاولته تنفيذ عملية طعن لمجموعة من جنوده على حاجز (الكونتينر) شمال شرقي بيت لحم بالضّفة الغربية.

ولم تكن تتوقع العائلة أنّ طفلها المتفوق، والمتقدّم لامتحانات نهاية العام الدراسي سيكون شهيدًا، قبل أن يتمكن من تسلم شهادته المدرسية، على أعتاب شهر رمضان المبارك.

وفي بداية الشّهر الفضيل شيع آلاف المواطنين الفلسطينيين جثمان الشّهيد، بمشاركة حاشدة، في أجواء الصيام والحرّ الشديد، وسط حالة غضب وألم اعترت أوساط المواطنين، خاصّة عائلة الشهيد، الذي أعدمه جنود الاحتلال.

يقول والد الطفل رائد لـ"فلسطين": "إنّ الاحتلال أعدم نجلي دون سبب يذكر"، مبينًا أنّ نجله تلقى أكثر من (15) رصاصة في أنحاء متفرقة من جسده.

ويتابع: "ما الذريعة التي دفعت الجنود إلى إطلاق الرصاص بهذه الكثافة تجاهه، وهو طفل صغير في صفّه التاسع الأساسي، وكان بإمكان الجنود اعتقاله أو السيطرة عليه؟!".

ويؤكد أنّ ما جرى هو عملية إعدام متعمّدة لنجله، قائلًا: "ماذا يحمل هذا الطفل؟، هل يحمل رشاشًا أو أيّ سلاح؟!"، مشدّدًا على أنّ العائلة تعيش في حالة ألم في شهر رمضان المبارك.

ويلفت الوالد إلى ضرورة رفع ملف الجريمة التي ارتكبت بحق نجله إلى المحافل الدولية والمؤسسات القانونية، لمحاكمة الاحتلال على هذه الجريمة، وغيرها من الجرائم التي يرتكبها بحقّ المواطن الفلسطيني.

لكنّ الحضور الكبير الذي رافق عملية تشييع الشهيد رائد يعده الوالد نوعًا من الإسناد للعائلة والدّعم لها، بعد استشهاد نجلها.

أمّا والدة الشهيد رائد فتقول لـ"فلسطين": "الحمد لله، ابني ذهب إلى ربه، لقد أحبّ طريقًا ومشى فيها، فيسّر له الله الطريق إلى الشهادة".

وتقول: "أدعو له دومًا وكل فرحة ورضا، فهو شهيد رفع رأسي عاليًا"، داعية أن يلتحق بركب الشهداء.

وتذكر الوالدة أنها تشعر بفقدان نجلها كثيرًا، مشيرة إلى أنّ نجلها الشهيد هو أقرب الأبناء إليها، لكنّ الله اختاره إلى جواره.

ومع تأكيدها أنّ شهر رمضان هذه المرة يمرّ بكلّ ألم على العائلة تقول: "الحمد لله، لقد زففته عروسًا".

وتزيّن العائلة جدران منزلها وباحته بصور نجلها الشّهيد ويافطات تحمل صوره، ويضجّ المنزل بالنسوة اللاتي لا يفارقن المنزل، ويحاولن قضاء طيلة ساعات ليل ونهار رمضان مع العائلة، للوقوف إلى جانبها.

ويبين عمّ الشهيد لـ"فلسطين" أنّ العائلة قرّرت رفع شكوى ضدّ الاحتلال لمقاضاة جنوده في المحافل الدّولية، بعد هذه الجريمة، مشيرًا إلى أنّ الدعوى سترفع خلال وقت قريب بعد صدور نتائج تشريح الجثمان.