عدَّت "الحملة الوطنية والعالمية لإنهاء الاعتقال الإداري" الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى في سجونه "انتهاكًا صارخًا لكل المواثيق والأعراف الدولية"، مطالبة منظمات حقوق الإنسان بالوقوف عند مسؤولياتها تجاه الأسرى الذين يخوضون معركة "الأمعاء الخاوية" دفاعًا عن حريتهم وكرامتهم.
كما طالبت الحملة في وقفة إسنادية للأسرى الإداريين، دعت إليها حركة حماس والجبهة الشعبية ومؤسسة مهجة القدس للأسرى، ظهر أمس أمام حاجز بيت حانون (إيرز) شمالي قطاع غزة، كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس بالتمسك بمطالبها في تحرير الأسرى حتى كسر قيدهم جميعًا.
وأكد الأسير المحرر خالد نصير في كلمة عن حركة حماس أن الوقفة مع الأسرى تأتي رسالة صمود وإسناد لهم، وهم يخوضون إضرابًا مفتوحًا عن الطعام بأمعائهم الخاوية، لانتزاع حريتهم.
وقال نصير: إن من حمل "سيف القدس" للدفاع عن الأقصى سيستل سيف تحرير الأسرى عما قريب وستكون حريتهم قريبة، لافتًا إلى أن الأسرى الذين خاضوا إضرابًا عن الطعام كانت النهاية الحرية لهم رغم أنف الاحتلال وسياساته.
وطالب المنظمات المعنية بحقوق الإنسان والمؤسسات الدولية بالوقوف عند مسؤولياتهم تجاه الأسرى، والإعلام العربي بتسليط الضوء على معاناتهم وقضاياهم.
وأكد مسؤول لجنة الأسرى في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأسير المحرر عوض السلطان الدعم والإسناد الكامل للحركة الأسيرة التي تواصل معركة التصدي للاحتلال وسياساته العنصرية، وفي مقدمتهم الأسرى المضربون عن الطعام احتجاجًا على مواصلة اعتقالهم الإداري.
وقال السلطان في كلمة له: إنه على الرغم من سياسة التهديد والتنكيل التي ينتهجها الاحتلال ضد الأسرى في سجونه، يواصل العديد منهم إضرابهم عن الطعام احتجاجًا على سجنهم دون أي تهم أو مبررات.
وأوضح أن الاحتلال زاد في السنوات الأخيرة حرب الاعتقالات التي لا مبرر لها، دون إعطاء أي فرصة للأسير أو محاميه للدفاع عنه، إذ تصاعدت هذه الجريمة بحق أبناء شعبنا ونخبة من المثقفين والطلبة والقيادات السياسية والنشطاء والإعلاميين.
وأضاف أن هناك بعض الأسرى اعتُقِلوا إداريًّا بعد انتهاء مدة محكوميتهم، وهو ما يعد من كبرى الجرائم الذي يرتكبها الاحتلال ضد الأسرى الفلسطينيين، عادًّا ذلك ضمن سياسة العقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني.
وشدد على أهمية العمل على توسيع الحملة الوطنية والدولية لإنهاء سياسة الاعتقال الإداري لتصبح برنامجًا نضاليًّا يوميًّا وضاغطًا، ليس في فلسطين وحسب بل في جميع أنحاء العالم، وتدويل ملف الأسرى في المحاكم الدولية، لوقف كل سياسات التنكيل والتعذيب التي يمارسها الاحتلال ضدهم.
وجدد الدعوة إلى تفعيل التضامن الشعبي مع الأسرى وفي مقدمتهم الإداريون المضربون عن الطعام، داعيًا منظمة التحرير لبذل أقصى الجهود لتفعيل الضغط الدولي على الاحتلال.
وطالب السلطان اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالعمل الجاد والفعال لممارسة الضغط على إدارة السجون، لنقل الأسرى المضربين عن الطعام لمستشفى مدني وإجراء الفحوص الطبية لإنقاذ حياتهم، وإثارة قضية المضربين أمام مجلس حقوق الإنسان واللجان الحقوقية الدولية، للعب دور فعال في حماية حقوق الأسرى وإنهاء سياسة الاعتقال الإداري.
وقال المتحدث باسم مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى تامر الزعانين: إن المؤسسات التي تدعي الإنسانية والدفاع عن حقوق الإنسان تسير مع الاحتلال في ظلمه لنحو 700 أسير يعانون الأمراض والأوجاع.
وأضاف الزعانين أنه يجب على المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان الوقوف مع الأسرى، وأن تكون قضيتهم قضية إجماع وطني وفصائلي وعلى سلم أولويات المقاومة والشارع الفلسطيني.
وأشار إلى أن 226 شهيدًا ارتقوا في سجون الاحتلال، ولا يزال الأمر مستمرًّا في ظل سياسة إهمال طبي متعمد من الاحتلال ضدهم.