بينما كنت مشاركًا في نقاش تعليمي وتربوي للتعليم العام ورياض الأطفال، قفز إلى سطح النقاش بإجماع الحاضرين على أن التعليم في رياض الأطفال، وفي المدارس الخاصة، يحتاج لمراجعة جادة وحقيقية، إذ تتعرض معلمات رياض الأطفال والمعلمات في المدارس الخاصة وهن من حملة الشهادات الجامعية والتربوية، للإهانة والابتزاز بشكل لا يصدق.
قال أحد الحاضرين: إحدى المدارس الخاصة قررت الاستغناء عن المدرسات العاملات فيها لأن المعلمة تتلقى راتبًا قدره (٨٠٠-١٠٠٠) شيقل شهريًّا، وحتى لا تتعرض إدارة المدرسة للمساءلة القانونية، أبلغت المعلمات أنها مضطرة لإغلاق المدرسة، لعدم توفر دعم للمدرسة، وعلى كل معلمة القدوم للمدرسة وأخذ مستحقاتها. أخذت المعلمات مستحقاتهن عن بضع سنين خلت، وبعد أسبوع أعلنت إدارة المدرسة حاجتها للتعاقد مع معلمات جدد، ومن فازت بالمقابلة تعاقدت معهن براتب (٦٠٠) شيقل شهريًّا. الأمر الذي كشف عن غضب المعلمات اللواتي أنهيت عقودهن بزعم الإغلاق! وبأن هدف إدارة المدرسة هو تخفيض الراتب الضعيف أصلًا، الذي لا يحتمل تخفيضًا. المعلمات يبحثن عن عنوان جهة مسؤولة لتقديم شكواهن ضد ابتزاز الإدارة! لمن نشكو مآسينا؟!
وقال آخر: إحدى المدارس الخاصة تعرض على المعلمة، أو الإدارية، العمل في المدرسة تحت التدريب شهرًا أو شهرين بمكافأة (٤٠٠-٥٠٠) شيقل، وبعد انتهاء المدة تذهب الإدارة إلى تجديد التدريب، والتنكر لوعدهن بالعقد، ويُستغنى عن من ترفض التجديد، ويجري إعادة التصرف نفسه مع غيرهن حتى ينتهي الفصل أو العام، ولا تدري المعلمة المهانة لمن تشكو ما أصابها؟!
وقال ثالث: تصوروا معلمة روضة في منطقتنا تحمل شهادة بكالوريوس ومؤهلة تربوية تعمل براتب (٣٠٠-٤٠٠) شيقل شهريًّا! بعضهن يدفعن (١٥٠-٢٠٠) شيقل مواصلات!
السؤال الذي يطرح نفسه على مديرية التربية والتعليم بغزة، يقول: هل أنتم راضون عن هذه الرواتب، وعن تلكم المعاملات، التي تبخس المعلمات حقوقهن؟! وهل لديكم تفتيش حقيقي على هذه الرياض والمدارس؟! وهل لديكم قصص مماثلة عن الابتزاز والإهانة؟! وهل يمكن ضمان جودة التعليم والتربية في الخاصة ورياض الأطفال بهذا الفتات الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، وتذهب إليه المعلمات مكرهات بسبب أثقال الحياة وتفشي البطالة بين الخريجات؟!
إن كنتم غير راضين، وتتألمون لحال المعلمات، فأقترح عليكم وضع حد أدنى للأجور بما يحفظ كرامة المعلمة وشهادتها، مع مراعاة أوضاع البطالة بين الخريجين. حماية المعلمة بحد أدنى لا يضر بالمدرسة، بل العكس هو الصحيح؟! أنصفوا رياض الأطفال، أنصفوا المعلمات في المدارس الخاصة؟! ادعوا المعلمات واسمعوا لشكواهن، وضعوا حلولًا منصفة.