اليوم السبت ٢١/ ٨/ 2021 الذكرى ٥٢ لإحراق المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. تم الإحراق المتعمد في ٢١ أغسطس ١٩٦٩م على يد (دينس ماكيل)، أسترالي متعصب للصهيونية، ومُعادٍ للإسلام. الحريق أتى على منبر صلاح الدين الذي يخلد ذكرى فتح صلاح الدين القدسَ وتحريره المسجدَ الأقصى من الصليبيين.
أثبتت الوقائع والدراسات أن حكومة الاحتلال كانت مشاركة لمايكل في الإحراق، حيث قطعت بلدية الاحتلال في القدس، المياه عن منطقة المسجد، ومنعت إطفائيات القدس من المشاركة في عمليات إخماد النيران، الأمر الذي فاقم الخسائر إلى أن جاءت الإطفائيات الفلسطينية من مدينة الخليل للقيام بواجبات الإطفاء. هذا العمل المشين لحكومة الاحتلال نسيه رئيس السلطة الذي أرسل قبل أيام قليلة إطفائيات رام الله لتشارك في إطفاء حرائق الأحراش في القدس. هم يحرقون المسجد ومنبر صلاح الدين ولا يشاركون في إطفاء النيران، ونحن نشاركهم إطفاء حرائق في أحراش ليست بذات قيمة. هل هذا من باب الإنسانية، أم علامة ذلة تطلب رضاهم؟
كانت حكومة الاحتلال برئاسة جولدمائير تتوقع ردودا عربية وإسلامية قوية وعنيفة ضد (إسرائيل)، لذا قيل إنها بكت، ولكنها ضحكت في اليوم التالي لأنها لم تجد لما توقعته أثرا يذكر. لا ردود قوية ولا عنيفة، بل بعض بيانات الشجب والاستنكار، التي هي للاستهلاك المحلي.
كان ثمة رد فعل جيد لو تمت الاستفادة منه، حيث تمخض الحريق عن دعوة للملك فيصل لإنشاء (منظمة التعاون الإسلامي)، إذ ضمت المنظمة كل الدول العربية والإسلامية، وتشكلت فيها لجان ومؤسسات، كنا نتوقع أن توظف قدرات الدول الإسلامية لتحرير المسجد الأقصى، ولكن المؤسف أننا اليوم على مسافة نصف قرن ويزيد على إنشاء المنظمة التي ولدت من حريق المسجد دون أن تفعل المنظمة شيئا مُهمًّا أو كبيرًا لتحرير الأقصى واستعادته للسيادة الإسلامية.
بل اليوم إن بعض دول هذه المنظمة العتيدة يقيمون علاقات دبلوماسية وتجارية مع دولة الاحتلال، ويطلبون الإذن منها لزيارة المسجد الأقصى! الدول التي أنشأت المنظمة الإسلامية لخدمة الإسلام والمسجد الأقصى هي اليوم بمعزل عن هدف إنشائها يوم دعا لذلك الملك فيصل رحمه الله.
حماس والفصائل الفلسطينية قررت في هذا العام إحياء ذكرى حريق المسجد الأقصى لتأكيد الرابط المتين بين المقاومة والقدس والأقصى، وذلك من خلال تظاهرة جماعية في ملكة شرق غزة وعلى مقربة من الحدود مع المحتل، لترسل رسالة للمحتل وللعالم تقول فيها إن عشرات السنين من الاحتلال، ثم من الحصار لغزة ، لن تنسينا في غزة واجباتنا نحو القدس والأقصى، ولن تنسى أجيال فلسطين التي لم تشهد الحريق جريمة الاحتلال هذه، وسيعمل الجيل الجديد من أجل تحرير المسجد واستعادته السيادة الإسلامية بقوة وإصرار دون انتظار منظمة التعاون الإسلامي أو غيرها. كانت معركة سيف القدس من أجل القدس والأقصى، وحشد ملكة هو من أجل القدس والأقصى أيضا.