فلسطين أون لاين

على مساحة 25 دونمًا

بدء إقامة "حديقة توراتية" للمستوطنين على أرض "كرم المفتي" بالقدس

...

شرعت بلدية الاحتلال الإسرائيلي، أمس، في إقامة "حديقة توراتية" على أرض "كرم المفتي" في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، لصالح بؤرة استيطانية قريبة.

وبحسب بلدية الاحتلال، فإن الحديقة التوراتية ستقام على مساحة 25 دونمًا بتكلفة 28 مليون شيقل على أن تفتتح في غضون عامين.

وفي عام 1967، صادرت سلطات الاحتلال أراضي "كرم المفتي"، البالغ مساحتها 3 آلاف و345 دونمًا في تلك الفترة، وأصبحت حاليًّا 32 دونمًا.

ويطلق عليه "كرم المفتي" نسبةً إلى مالكه الحاج أمين الحسيني مفتي القدس السابق، والذي عمدت سلطات الاحتلال وجمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية إلى تحويل قصره لكنيس يهودي.

وفي السنوات الماضية، أقامت سلطات الاحتلال بؤرة استيطانية على أنقاض فندق "شبرد" الذي أقيم على باحة منزل المفتي الحسيني، في حين أقامت لاحقًا مواقف للسيارات لصالح البؤرة الاستيطانية على جزء من أرض المفتي.

وقائع جديدة

وأوضح المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب، أن بلدية الاحتلال بدأت بإقامة "حديقة توراتية"، ستمتد على مساحة 25 دونمًا من أرض "كرم المفتي" والتي تم مصادرتها والاستيلاء عليها لصالح المشاريع الاستيطانية.

وأشار أبو دياب إلى أن العمل جارٍ على قدم وساق لإقامة هذه الحديقة، إضافة إلى تنفيذ مخطط لمضاعفة عدد الوحدات الاستيطانية في محيط قصر المفتي الحسيني إلى 56 وحدة.

وذكر أن الاحتلال يهدف من إقامة الحديقة جلب المزيد من المستوطنين للمنطقة، وتغيير معالمها الإسلامية وتهويدها بالكامل وفرض وقائع جديدة عليها.

وبيَّن أبو دياب أن الحديقة ستتضمن مجسمات ومسارات تلمودية وألعابًا ويافطات إرشادية وتعليمية ومرافق رياضية وترفيهية، ورموزًا توراتية تُدلل على وجود حضارة وتاريخ مزعوم لليهود في تلك المنطقة.

وتعد "الحدائق التوراتية" من أخطر المشاريع التهويدية على القدس، التي تستهدف طمس حضارتها الإسلامية الأصيلة وتزوير التاريخ والجغرافيا ومحو الآثار الفلسطينية وتغيير طابعها التاريخي، تمهيدًا لتحويلها إلى "أورشليم حسب الوصف التوراتي".

وبحسب أبو دياب فإن الاحتلال يحاول إرضاء المستوطنين بتنفيذ مزيد من المشاريع الاستيطانية والتهويدية في حي الشيخ جراح، خاصة بعدما تم تجميد إخلاء 3 عائلات من أرض "كرم الجاعوني" بالحي، ورفضها صفقات محكمة الاحتلال لإخلائهم من منازلهم.

وأكد المختص في شؤون القدس أن إقامة "الحديقة التوراتية" تعد جزءًا من مشروع لإقامة أكثر من 500 وحدة استيطانية تبدأ من "كرم المفتي" حتى "كرم الجاعوني" والمنازل المهددة بالطرد والتهجير، وصولًا لغربي المدينة المقدسة.

وتقول بلدية الاحتلال إن الحديقة ستشمل مناطق جلوس وملاعب ومرافق رياضية، بما فيها التي يمكن للأشخاص ذوي الإعاقة الوصول إليها، ومسارات المشي وركوب الدراجات، ومجمعات الجلوس المظللة، ومقهى، ومراحيض عامة، وملعبًا رياضيًّا، ونافورة، ومناطق شاسعة للرياضة والاستجمام ومناطق للتجمعات والنزهات.

وتلفت إلى أن المشروع ستنفذه شركة "موريا"، وأن الوصول للحديقة سيكون متاحًا بمسارات الدراجات في المدينة والمؤسسات العامة والمدارس التي سيتم بناؤها في المنطقة بأكملها.

وفي آذار/مارس الماضي، اقتحمت طواقم من "سلطة الآثار" الإسرائيلية وبلدية الاحتلال، "كرم المفتي"، وشرعت في أعمال تمهيدية لإنشاء "حديقة توراتية" على أرضه، مدعية بحثها عن آثار في المكان.

المصدر / فلسطين اون لاين/صفا