تسود حالة من الخوف في أوساط أهالي طلبة المدارس في قطاع غزة ولا سيما المرحلة الابتدائية من طرح سيناريو العودة إلى التعليم الإلكتروني مع ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس "كورونا"، سيناريو أعاد ذكريات غير محببة للأمهات وخوفًا على مستقبل عام دراسي لأطفالهم يذهب دون أن ينالوا حقهم في التعليم الكامل.

والاثنين الماضي، انطلق العام الدراسي الجديد 2021-2022 في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس المحتلة، وفق إجراءات وبروتوكولات صحية، لتأمين عودة آمنة للمدارس، ولتقليص مساحة انتشار الفيروس، وللحفاظ على الطلبة والمعلمين.

استيعاب محدود

المواطنة ملاك نصر (30 عامًا) من سكان مدينة غزة، أم لـ5 طلبة ترفض بشكل قاطع إغلاق المدارس والعودة للتعليم الإلكتروني، مشيرةً إلى أنها لن تتجاوب مع مطالب المدارس بإعداد إيميلات ومجموعات "واتس آب" وغيرها من مستلزمات التعليم الإلكتروني.

وقالت نصر في حديث لـ"فلسطين": "إن استيعاب أطفالهم محدود من الدراسة عبر الصفوف الافتراضية وعبر الإنترنت، كما أن كثرة الأطفال الذين يتلقون التعليم الإلكتروني في البيت الواحد يجعلهم غير قادرين على الدراسة ومتابعة ما يتم إرساله من دروس مكثفة".

أما شروق بلال فوجهت رسالة إلى المسؤولين في وزارة التربية والتعليم للانتباه لحال الطلبة في الصفوف الأول والثاني والثالث الابتدائي الذين دفعوا الثمن غاليًا، بعد ضياع نحو عامين دراسيين منهم دون تلقي تعليم وجاهي يعلمهم أساسيات ومهارات الكتابة والقراءة.

وقالت بلال في منشور على موقع "فيس بوك": إن "الأطفال الصغار لم يتمكنوا من تتمة الأحرف الأبجدية ولا العمليات الحسابية الأساسية".

ولفتت إلى أن من يدخل المدرسة يحتاج للتعليم بالورقة والقلم وليس للتعليم عبر جهاز عن بعد غير متوفر دائمًا إما بسبب انقطاع التيار الكهربائي أو بطء الإنترنت.

أما رقية العادلي فبينت أنها كأي أم تريد مصلحة أبنائها التي لا تتوفر في التعليم الإلكتروني وذلك بعد خوض تجربة عامين كاملين عانت فيهما الأمرين هي وأبناؤها الخمسة الذين يتابعون دروسهم على جهاز حاسوب واحد.

وقالت العادلي: "لدي طفل في الصف التاسع ومؤهلاتي الدراسية أضعف من أن أقوم بتدريسه بعض المواد، ولذلك فإن ذهابهم للمدارس أمر ضروري ومهم ويكف ما ضاع من أعمار أطفالنا دون أن يتلقوا أي تدريس فيها".

سيناريوهات عدة

من جانبه، أكد المدير العام للإشراف التربوي في وزارة التربية والتعليم بغزة د. محمود مطر أن الوزارة وضعت عدة سيناريوهات للعودة للتعليم الإلكتروني منها ما هو جزئي أو تعطيل الدوام في أسوأ الأحوال، مشيرًا إلى أن ما هو معمول به الدوام الوجاهي بشكل كامل لستة أيام في الأسبوع.

وبين مطر في حديث لـ"فلسطين" أن الأمر يخضع لتطورات الحالة الوبائية في قطاع غزة فيما يتعلق بجائحة كورونا، مستدركًا: "ولكن هناك استعدادات للوزارة تتم في إطار الاستعداد لو تم الانتقال للدوام الجزئي وهو نظام المجموعات".

وقال: "لا أتوقع تعطيل الدوام الدراسي في المدارس بشكل مباشر، ولو حصلت تطورات في الحالة الوبائية تستدعي للانتقال للدوام الجزئي فسيتم الأمر بالتنسيق مع وزارة الصحة وخلية الأزمة في قطاع غزة حسب تطورات الحالة الوبائية".

وأشار إلى أن الوزارة أوعزت للمدارس منذ بدء الدراسة بتشكيل الصفوف الافتراضية للطلاب وما يتم من تواصل مع أولياء الأمر هو في إطار الاستعداد والتهيئة، بحيث لو استدعت الظروف الانتقال للتعليم الإلكتروني تكون الأمور جاهزة.

وشدد مطر على أن التعليم عن بعد ليس الحالة المثالية بل تضطر لها الوزارة في حال تعطيل الدوام ورغم كل مساوئ التعليم الإلكتروني لكن يظل المخرج الوحيد في ظل تعطل الدوام وأفضل من جلوس الطفل في المنزل دون تلقي أي علم.

وأردف: "نحن ندرك الأعباء الإضافية التي تكون ملقاة عن أولياء الأمور ولكن نحن قد نكون مضطرين للذهاب باتجاه التعليم الإلكتروني، ويجب أن يكون هناك تفهم من المجتمع المحلي بأن ما يحدث هو ظروف اضطرارية تفرضها جائحة كورونا".

وذكر مطر أن وزارته اتفقت مع وزارة الصحة على تطعيم كل الطواقم العاملة في سلك التعليم، كما ستباشر الوزارة تطعيم طلبة الصفوف من العاشر حتى الثاني عشر، وأولياء الأمور الذين لديهم احتكاك مع المدرسة يجب أن يكونوا قد تلقوا التطعيم.

وكانت وزارة الصحة قد قالت على لسان مدير مجمع الشفاء الطبي وعضو لجنة الطوارئ د. محمد أبو سلمية: "إن أعراض انتشار فيروس "كورونا" في قطاع غزة مجددًا يدلل على وصول متحور "دلتا" إلى القطاع".

وأكد أبو سلمية أنه مع بداية الأسبوع الماضي، لاحظت وزارة الصحة زيادة الحالات المسجلة في قطاع غزة، وأن أعداد المرضى الذين يترددون على مراكز الفرز التنفسي بدأت تزداد، ومعها ازدادت أعداد المدخلين إلى المستشفيات.