فلسطين أون لاين

ترقب إسرائيلي لخيار "الجبهات المفتوحة"

مع تزايد التوتر الإسرائيلي أمام عدد من الدول والمنظمات المعادية لها تخشى المحافل العسكرية في (تل أبيب) حدوث تغييرات دراماتيكية خلف الكواليس، ما قد يتطلب منها الاستعداد لسيناريو حملة عسكرية متزامنة على جميع الجبهات في آن واحد.

يتعزز هذا السيناريو عقب إطلاق صواريخ من لبنان، واندلاع "حرب السفن" مع إيران، وعودة تشكيل خط الحدود اللبنانية أمام أعين الإسرائيليين، بحيث يبدأ في تذكيرهم بالواقع في الجبهة الجنوبية أمام قطاع غزة، مع العلم أن القراءة الإسرائيلية تقدر أن الجبهتين في لبنان وغزة كل منهما قد تؤثر في الأخرى، والتحدي المعقد أمام (إسرائيل) أنه في حالة نشوب صراع محتمل في واحدة منهما قد ينتقل إلى الأخرى.

هناك زعم إسرائيلي يجد مزيدًا من الرواج والانتشار مفاده أن المقاومة الفلسطينية "فتحت فرعًا" في جنوب لبنان، وقد بدأت بمهاجمة المواقع الإسرائيلية في الشمال، وهذا يعني أننا أمام مؤشرات استخبارية على توجه مقاوم لـ(إسرائيل) يركز الجهد، ويشعل حرارة كل الجبهات للضغط عليها.

مع العلم أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لديها موقف لا لبس فيه، وهو أن حزب الله وحماس لن يخاطرا بالحرب مع (إسرائيل) فقط لخدمة أهداف إقليمية، مع عدم تجاهل أن المواجهة في الساحة الجنوبية مع غزة، أو على الحدود مع لبنان شمالًا، قد تخدم بشكل كبير مصالح إيران في هذا الوقت، ولعل الزيارة المهمة التي قام بها رئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز إلى (إسرائيل) تشير لتقاربهما أخيرًا في فهم الوضع لمواجهتها.

ورغم الأسبوع الهادئ على الحدود اللبنانية منذ إطلاق صواريخ حزب الله، إن التوترات لم تذهب إلى أي مكان، لكن جيش الاحتلال اتخذ فجأة معنى جديدًا انطلاقًا من فهمه أن هناك منظمات محلية صغيرة بدأت تعمل في جنوب لبنان، ما يؤكد الصورة العامة بأن الفلسطينيين يفتحون جبهة أخرى، بحيث يمكنهم الضغط على (إسرائيل) بإطلاق النار من الحدود الشمالية، كما حدث بالفعل خلال حرب غزة، ما أزعج الاحتلال بشكل كبير.

المقلق إسرائيليًّا أن حزب الله لم يقم بأي عمل على الأرض لكبح التنظيمات الفلسطينية، ومن ثم ظلت فرص التصعيد عالية، ما يجعل من سيناريو القتال معه ليس بعيدًا أيضًا، وقد اختارت (إسرائيل) بعد إطلاق الصواريخ النظر إلى نصف الزجاج المملوء في لبنان، والمشاكل التي يعانيها الحزب، وعدم الدخول في المعركة في منتصف أغسطس، حيث روتين السياحة المزدهر في الشمال.

الخلاصة الإسرائيلية السائدة ترجح تأجيل أي مواجهة مفتوحة، وفي الوقت ذاته الاستعداد لاحتمال أكثر خطورة، متمثل في الربط المحتمل بين مختلف الجبهات، ما يمنح الوضع الإقليمي مزيدًا من التعقيد.