دولة الاحتلال في المغرب. وكانت قبل ذلك في الإمارات والبحرين. عنوان الوجود الظاهر سفارات وتطبيع علاقات. هل شعوب هذه البلاد توافق على ذلك، وتؤيده؟ الجواب المباشر كلا. الشعوب ترفض الاحتلال الصهيوني، ومن ثمة ترفض السفارة وترفض التطبيع. الرفض العربي الشعبي ينطلق من مفاهيم الدين والعقل والواجب. فالدين يرفض احتلال أرض فلسطين وانتزاعها من حاضنتها الإسلامية. الدين يوجب على أتباع الإسلام إعادة فلسطين للإسلام. وهي عائدة بإذن الله.
الشعوب تعرف معاني التطبيع، لذا فهي ترفض ما جرى في العواصم المطبعة، لأن التطبيع يعني أن الحكومات تعترف بـ(إسرائيل) وتتنازل عن فلسطين وبُعدها التاريخي العربي والإسلامي. وهي تعرف أن التطبيع يعني علاقات تجارية، وعلاقات سياحية، وعلاقات دبلوماسية، وخلاف ذلك، وهذا في نظر الشعوب ليس فيه مصلحة لهم، ويضر بمصالح الفلسطينيين، ويضر بدين الشعب ورسالته في الحياة.
الشعوب تعرف أن التطبيع يعني دخول الإسرائيلي للعواصم العربية، والتعامل مع المؤسسات والأفراد، وبث الثقافة العبرية، ونشر الرواية الإسرائيلية، ومن خلال السياحة والحفلات يُنشَر الفساد الأخلاقي والرذيلة، والأدهى من ذلك إقامة خلايا التجسس والتخابر والعمالة.
الأدواء والأمراض المصاحبة لعمليات التطبيع هي ولا شك واحدة من الأسباب الوجيهة لرفض الشعوب في الإمارات والبحرين والمغرب للتطبيع، وللسفارات الصهيونية، كما رفض الشعبان الأردني والمصري التطبيع مع الاحتلال.
بالتأكيد إن التطبيع مؤلم للفلسطيني، ولكنه أيضا مؤلم للمغربي والبحريني والإماراتي، ولو كان القرار للشعوب لما حدث هذا، والمؤسف أنه لا عنب لهذه الدول وقادتها من وراء التطبيع، وكل ما يمكن أن يجنوه هو حُصرم بمرارة الهزيمة، لأن التطبيع ذاته هزيمة بكل المعايير.