أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية اليوم الجمعة أن تحقيقات الجيش الإسرائيلي أثبتت فشل خديعة "مترو حماس" والتي كانت تهدف إلى جر أكبر عدد من مقاتلي النخبة في كتائب القسام إلى الإنفاق تمهيدًا لتدمير الأنفاق.
وذكر موقع "والا" العبري أن خطة "ضربة البرق" أو ما عرفت عسكرياً باسم "الجنوب الأزرق" فشلت في تحقيق أهدافها.
وأوضحت أن هذه الخطة أعدها الجيش على مدار ثلاث سنوات والتي تقضي بدفع مقاتلي وحدة النخبة في كتائب القسام للدخول إلى الأنفاق بإيهام وجود اجتياح بري محدود لقوات عسكرية وبالتالي إرسال رسالة لحماس بأن الاجتياح قد بدأ وعليهم دخول الأنفاق شمالي قطاع غزة.
ولفت الموقع إلى أن الخديعة لم تكتمل فصولها حيث تعجل الجيش تنفيذها في عدوان أيار/مايو الماضي على الرغم من كونها معدة للاستخدام خلال حرب شاملة مع حماس في القطاع وبالتالي فقد فشلت في تحقيق الأهداف.
ووفقاً للتفاصيل فقد كانت التوقعات بأن 600-800 مقاتل من حماس قضوا تحت أنقاض الأنفاق إلا أن العدد الحقيقي فاجئ جيش الاحتلال حيث اعترف في التحقيق بأن عدد القتلى قليل جداً ولا يتجاوز العشرات، وفق زعمه.
في حين، كانت تهدف الضربة العسكرية للأنفاق الدفاعية والتي شاركت فيها 160 مقاتلة من خلال 150 غارة جوية إلى إخراج حركة حماس عن صوابها بالنظر إلى عدد القتلى الكبير.
إلا أن الخطة فشلت فشلاً ذريعاً وكشفت أوراق سرية للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية والتي كانت تخفيفها لمواجهة شاملة.
في حين، ألقت جهات عسكرية باللائمة على قيادة الأركان التي قررت إخراج الخطة إلى حيز التنفيذ مع علمها بأن مواجهة أيار/مايو محدودة ولن تصل إلى مواجهة شاملة.
وفي منتصف مايو الماضي، أقر المراسل والمحلل العسكري في صحيفة "معاريف" العبرية بفشل العملية الضخمة التي نفذها الجيش الإسرائيلي شمالي قطاع غزة، مؤكدًا أنها لم تحقق أهدافها.
وقال المراسل العسكري تال ليف رام إنه "لا يحب تخريب الاحتفالات لكن يتوجب في الحرب أيضًا تحري الدقة، وتقديم الإنجازات كما هي دون تضخيم"، على حد تعبيره.
وأكد أن العملية اشتركت فيها 160 طائرة مقاتلة واستهدفت شبكة الأنفاق التابعة لحركة حماس شمالي القطاع لكنها لم تحقق أهدافها الكاملة.
وأشار إلى أنه يتبين بأن العملية المضادة للإنفاق لم تحقق نتائجها العملياتية، مضيفًا: "فظروف التنفيذ لم تكن ناضجة".
وقال المراسل العسكري إن "هذه العملية الاستراتيجية تم التخطيط لها على مدار 3 سنوات على الأقل، وهي خطة بها أفكار براقة واستخبارات نوعية".
وأكمل: "كان يتوجب في خضم عملية التمويه أن يدخل مقاتلي حماس إلى الانفاق بعد بث معلومات مضللة عن بدء عملية الاجتياح البري وبعدها استهدافهم داخلها".
واستطرد المحلل الإسرائيلي: "لكن يبدو بأن ذلك لم يسر كما يجب، أو تم تحقيقه بشكل جزئي جدًا، وليس بالنتائج المرجوة".
وأشار إلى أن هناك من يقول داخل الجيش الإسرائيلي بأنه كان يتوجب الانتظار لحين دخول جميع نشطاء حماس للأنفاق كجزء من استعداداتهم لمواجهة العملية البرية إلا أن الخطة لم تنفذ كما يجب.
وأكد المراسل العسكري أنه "كان يتوجب الانتظار إلى حين تصديق حماس لرواية أن العملية البرية قد بدأت".
واختتم رام قوله إن خطة التضليل التي مارسها الجيش كان يجب أن تدفع بنحو 300-400 مقاتل من حماس إلى داخل شبكة الأنفاق وبعدها تدميرها، إلا ان غالبيتهم لم يقتنعوا بتضليل الجيش ولم ينزلوا للأنفاق.
وكان الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أبو عبيدة قال إن "العدو المجرم ينفذ غارات استعراضية، هدفها التخريب والتدمير، ودافعها العجز عن مواجهة المقاومة، ولن تؤثر على قدرات المقاومة في شيء بإذن الله".