ذكرت قناة عبرية أن دولة الاحتلال بدأت تنفيذ مخطط استيطاني في الحرم الإبراهيمي في الخليل، لتمكين المستوطنين من الوصول إليه بسهولة دون وجود مخاطر أمنية، بإنشاء جسر وموقف للسيارات ومصاعد، وقد بدأ المحتل الإسرائيلي تنفيذ جريمته الجديدة بعد موافقة بيني غانتس وزير جيش الاحتلال، وقد يستكمل المخطط الإجرامي خلال ستة أشهر.
السؤال الطبيعي الذي يطرح نفسه مع هذه الجريمة ومع كل جريمة يرتكبها الاحتلال في الضفة الغربية: لماذا تستمر العلاقات العلنية بين سلطة أوسلو والعدو الإسرائيلي؟! قبل أيام كشفت وسائل السلطة عن لقاء في القدس جمع وزراء من حكومة الاحتلال ومن السلطة الفلسطينية في محاولة لإعادة الأمور إلى مجاريها، بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية، هذا يعني أن كل الاحتجاجات التي قامت بها منظمة التحرير الفلسطينية على وجود السفارة الأمريكية في القدس كانت مجرد استعراضات إعلامية وهمية، فكيف تعقد اجتماعاتها في القدس حيث السفارة الأمريكية بمساعدة أمريكية؟! ولا أستبعد أن تكون الاجتماعات الثلاثية القادمة في مبنى السفارة ذاتها.
قبل أيام استعرض الوزير أحمد المجدلاني جهود السلطة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن للضغط على دولة الاحتلال، وكذلك فعل مسؤولون آخرون، ولكن دون مقدمات شارك المجدلاني في لقاء تطبيعي مع الصحفيين الإسرائيليين بحجة أنهم يحاولون نقل صورة حقيقية للجانب الآخر من طريق الصحفيين، ونحن نتوقع أن الحضور الإسرائيلي كان أمنيًّا وعسكريًّا تحت مظلة الإعلام، وهم يعلمون ما يحدث عندنا أكثر مما يعلم المجدلاني نفسه، فلماذا لا يتوقف بعضٌ عن استغباء الشارع الفلسطيني؟! شعبنا يراقب ويلاحظ ويفهم كل خطوة تقوم بها السلطة ومنظمة التحرير حتى الفصائل الفلسطينية دون استثناء، ولذلك لا بد من احترام عقلية المواطن الفلسطيني وتوخي الحذر عند التعامل معه، خاصة في المسائل الحساسة التي تتعلق بالمقدسات والمقاومة وحصار أهلنا في قطاع غزة، وكذلك ندعو السلطة الوطنية الفلسطينية إلى التعامل بطريقة تحقق مصالح وتطلعات الشعب الفلسطيني، وتتناسب مع تصرفات العدو، دون أي تناقض بين سياستها المعلنة وغير المعلنة، خاصة بعد تسريبات "غير مؤكدة" تتحدث عن اتفاق ثلاثي فلسطيني- أمريكي- إسرائيلي يعزز التدخل الإسرائيلي والأمريكي بالشأن الفلسطيني.