قبل الشروع في الحديث عن هذا الموضوع لا بد من توضيح أن المقصود بـ " الإسلاميين" هم أولئك الذين ينتمون إلى جماعات تسعى إلى استعادة الخلافة الإسلامية وحكم الله، ولا يعني أن كل تلك الجماعات على حق، ولا يعني كذلك أن من لا ينتمي إليها ليس على الحق أو ليس مسلما، فهذه ادعاءات باطلة قد تصدر عن جماعات أو أفراد ينتمون إليها، وقد تصدر عن أعداء الإسلام الذين يحاولون تصوير الإسلاميين أنهم محتكرون الدين، وهذا شيء لا أصل له، فجماعة الإخوان المسلمين على سبيل المثال، ليست جماعة المسلمين بل هي جماعة من المسلمين.
مع نجاح أي انقلاب ضد جماعة إسلامية وخاصة جماعة الإخوان، يقال إن الجماعة فشلت في الحكم، وإنّ نجم الإسلاميين بدأ بالأفول، وإنه لا أمل لهم في الاستمرار، ولكن الواقع يبشر بعكس ذلك تماما، فما يحدث الآن هو تقريبا الجولة الأخيرة للصراع بين العلمانية وأهل الكفر من جانب، وبين الإسلاميين ومنهم جماعة الإخوان من جانب آخر، وسلب الحكم منهم بالانقلاب والمؤامرات لا يعني أُفول نجمهم، فالجماعات الإسلامية عمومًا مضطهدة، وغالبية قيادتها في السجون والمنافي، ولكن جماهيرها وأتباعها في زيادة مضطردة، وفي الدول التي تدّعي الديمقراطية يتم الانقلاب على القوة الجماهيرية للإسلاميين بالتلاعب بنظام الانتخابات حتى تكون حظوظهم أقل كما حدث في فلسطين وفي دول عربية مجاورة.
من الملاحظ أن الأقطار العربية التي انقُلِب فيها على الإسلاميين سواء عسكريا أو بالتلاعب في نظام الانتخابات، تعاني أزمات سياسية واقتصادية كان من الممكن تفاديها، وذلك يعني أن الانقلابات تتم من أجل عدم وصول الإسلاميين فقط، ومن انقلب عليهم لم يعمل لصالح تلك الأوطان بل عمل ضدها وتعاون مع جهات أجنبية لاستغلال ثروات البلاد لصالح الحكام الفاسدين ولصالح الأجانب، والشعوب العربية تدرك تلك الحقيقة إدراكا تامًّا، وتدرك الفرق بين جماعة حكمت بالعدل وحققت إنجازات ظاهرة جلية، وحزب دخيل دمر البلاد والعباد، بل أدخل الجوع إلى كل بيت، وما نجا من ذلك سوى الفئة الحاكمة والموالين لها، وهم لا يتجاوزون 10 بالمئة من الشعب، ولذلك أقول إن النهاية الحتمية هي ثورة جديدة من شعوب جائعة مقهورة لم يبقَ لها أي خيار إلا دحر بقايا العلمانية في البلاد العربية ليعود الإسلام من جديد، لأن هذه هي سُنة الله عز وجل، وليست مجرد أمانٍ لا برهان عليها.