شهداء بيتا ستة أقمار حتى الآن، هم: عماد دويكات، وشادي الشرفا، وأحمد بني شمسة، ومحمد سعيد حمايل، ووعيس برهم، وآخرهم عماد الذي استشهد أمس دفاعا عن جبل صبيح، الوطن والمكان، ودفاعا عن قيم الإسلام والحق والعدل. بيتا جنوب نابلس قدمت النموذج الفلسطيني الذي يقاوم الذل والعدوان، والذي يمكنه أن يواجه الاحتلال بكل ممكن حتى وإن فقد السلاح والظهر المساند.
بيتا تمكنت في ثورتها الشعبية ضد إقامة مستوطنة صهيونية على جبل صبيح أن تجبر قيادة الاحتلال أن تتراجع عن بناء المستوطنة ودعم جمعيات الاستيطان. الاستيطان في الضفة لا يمكن مواجهته بالمفاوضات التي أثبتت فشلها، والتي لا تستطيع رفع حجر واحد من أحجار المستوطنات. المفاوضات الجارية عبء على أنشطة المواطنين ضد الاستيطان وضد المستوطنين، وفي ظني أنه يمكن إخراج المستوطنين وإنهاء وجود الاستيطان في الضفة الغربية من خلال إطلاق يد المقاومة، ولا حل غير ذلك.
المقاومة ليست عبئا على أحد، وما كانت يوما عبئا، ولكن فساد الرؤية التي حملها المفاوض جعلتها عبئا، وجعلت أجهزة أمن السلطة كرباجا وسوطا يعمل ضد المقاومة حتى ولو كانت المقاومة شعبية. حين قدمت بيتا الشهداء الستة دفعت ضريبة كبيرة، ولكنها ضريبة أدنى بكثير من الضريبة التي يمكن أن تدفعها لاحقا بإقامة المستوطنة على جبل صبيح.
حكومات الاحتلال وجمعيات الاستيطان لديهم عقيدة توراتية بأن أرض فلسطين لهم، وأنهم يبنون مستوطناتهم على أرضهم، وليس للعرب الحق في منعهم، وليس للمجتمع الدولي أن يحتج عليهم، لذا جاء قتل عماد دويكات في يوم زيارة وفد الاتحاد الأوربي بيتا وجبل صبيح لتقييم الموقف. القتل جاء رسالة للوفد الأوربي يحمل رفضا لهذه الزيارة وهذا التدخل. إن ميزان الواقع لا يمكن أن يعتدل خارج المقاومة، وبالذات خارج المقاومة النشطة الموجهة ضد المستوطنات الجديدة. بيتا قدمت النموذج، وستحافظ على جذوته، ولن تترك للمحتل فرصة للاستيطان على جبل صبيح مهما اختلّت موازين القوة.