فلسطين أون لاين

عزام وأعْيُن غزة

 

في مؤتمر لما تسمى "المقاومة الإيرانية" في الخارج أكد رئيس كتلة فتح في التشريعي السيد عزام الأحمد مساندته الدائمة "لـلمقاومة الإيرانية"، وأكد التحالف معها، وتعقيبا على كلمة مريم رجوي قال الأحمد: كنت أقرأ في عينَي الأخت مريم فرأيت فيهما قوة وصلابة المقاومة في وجه النظام الإيراني.

لو المقاومة الفلسطينية وقفت بهذا الشكل المكشوف مع أي طرف خارجي لاهتزت أركان السلطة الفلسطينية بزعم أننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، ولكن عندما يتدخل عزام الأحمد بهذا الشكل فلا أحد يلتفت إليه، ليس لأن موقفه لا يمثل من قريب أو بعيد الموقف الفلسطيني، بل لأنه "حرام على بلابله الدوح.. حلال للطير من كل جنس"، وهنا فإنني أنصح الأخ عزام الأحمد أن يقرأ أعين الفلسطينيين، وخاصة المحاصرين والمحتاجين في غزة بدلا من إضاعة الوقت في قراءة عيني مريم، وعليه أن يهتم بالشأن الفلسطيني ويقف ويساند المقاومة الفلسطينية بدلا من مساندة أطراف لا علاقة لنا بها، بل بمساندة أطراف ضد الشعب الفلسطيني وضد مقاومته.

وما هو أنكى من موقف عزام الأحمد ما ورد في وكالة معا، إذ طالب أحدهم التخلص من المقاومة الفلسطينية، كما تخلص الشعب التونسي من حزب النهضة. هذا الشخص المأفون نسي هتافات أهلنا في شوارع الضفة الغربية والقدس للمقاومة وقائدها في قطاع غزة، فالشعب الفلسطيني يقف إلى جانب الأقدر على حمايته وحماية مقدساته ورد اعتباره. إن المعادلة اختلفت تماما بعد معركة سيف القدس والانتصار الذي حققته المقاومة، لم يعد للإعلام المضلل هامشا واسعا في المعركة، ولم يعد للذباب الإلكتروني أي دور في توجيه الشارع الفلسطيني، حتى الخطابات الميدانية الرنانة لن تجدي نفعا ما لم يمتلك صاحبها رصيدا نضاليا "حديثا" لإقناع الآخرين بما يقول، لأن الشارع بدأ يعيد ترتيب نفسه تلقائيا ودون اجتماعات وحوارات داخلية، وقد رأينا كيف ظهرت ثلاث قوائم لحركة وطنية ولم تستفزها القائمة الموحدة لحماس فلم تتفق على قائمة واحدة منافسة.

ختاما أقول: يخطئ من يعتقد أن الزمن يمر دون أن يتأثر كل شيء بمروره، فالحركات الفلسطينية مع مرور الزمن تكسب أو تخسر، ترتفع أو تنخفض، لا يمكن أن يتغير الزمن وأن تتغير الأحداث ولا يتأثر إيجابيا من كان دوره إيجابيا وسلبيا من كان دوره سلبيا، وقد يفيق البعض على حقيقة أنه لم يعد له تأثير في الشارع أو مكان في الساحة السياسية الفلسطينية.

المصدر / فلسطين أون لاين