قالت الصحيفة العبرية يديعوت أحرونوت إن ظاهرة مقاطعة اللاعبين العرب ورفضهم مواجهة لاعبين إسرائيليين في أولمبياد طوكيو مؤشر قوي على إفلاس التطبيع مع الدول العربية، وإن كل علاقات التطبيع أثبتت في الماضي أنها لا يمكنها أن تغير الواقع، ويثبت الرياضيون من هذه الدول العربية أن (إسرائيل) من ناحيتهم ليست موجودة.
قبل أشهر قال الكاتب المحلل الإسرائيلي إيدي كوهين إن دولة الاحتلال ليست بحاجة إلى تطبيع مع الشعوب، وإنها فقط بحاجة إلى اتفاقات أمنية لحماية حدودها، واتفاقيات اقتصادية، وأكد أن (إسرائيل) ستعقد الاتفاقات مع الحكام وولاة الأمر غصبًا عن الشعوب، وهذا الكلام يثبت قطعًا أن دولة الاحتلال تشعر باليأس من اختراق الشعوب العربية، ومن جرها إلى مربع الخيانة والنذالة ومربع الحكام المتواطئين.
إن إفلاس التطبيع وفشله مع الشعوب العربية، ونجاحه مع بعض الحكام نتيجة طبيعية للتسلط وغياب الديمقراطية وانفصال الحكام عن الشعوب، وهذا ما يؤرق دولة الاحتلال، حتى لو قال إيدي كوهين إنه غير آبه بالتطبيع مع الشعوب، ويتوعد العرب بعمليات تطبيع قادمة غصبًا عنهم؛ فإنه يدرك تمامًا أن مصير التطبيع وكل الاتفاقات الناتجة عنها إلى زوال.
إيدي كوهين يعلم أن الشعوب العربية في حالة من الغليان، ومن الصعب على كثير من الأنظمة أن تصمد أمام أي ثورة على غرار الجولة الأولى من الثورة العربية، الشعوب هي التي تقرر مصيرها ومصير حكامها وعلاقتها مع أعدائها وأصدقائها، ولا تستطيع دولة الاحتلال ولا كوهين أن يفرضا عليها ما يريدان، وعندما تكون الإرادة والنوايا المخلصة تكون دولة الاحتلال عاجزة عن المواجهة، وإن لم يكن كوهين قادرًا على استيعاب الفكرة فعليه أن ينظر ماذا فعلت غزة بجبروت الاحتلال الإسرائيلي، فما بال كوهين لو سقطت بعض أدواتهم في المنطقة، وجاءهم من يتحدث مثل غزة والمقاومة الفلسطينية، ولكن بلهجة مصرية أو سورية أو خليجية؟!
قال (تعالى): "حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"، هذه الآية تبشرنا بسرعة زوال الظالمين، حتى لو قال كوهين إنه سينجز الاتفاقات رغمًا عنا، وحتى لو قال ضاحي خلفان: "اليوم تونس وغدًا إخوان الخليج"، وحتى لو تداعت أمريكا لإنقاذ المطبعين وأنصار السلام؛ فكل هؤلاء إلى زوال، وهذا العام تحديدًا يبشر بخير كثير لأهلنا في قطاع غزة وفلسطين عامة ولبعض الدول العربية، ولا يغرنكم مظاهر التجبر والفرح لدى الأعداء من يهود وعرب؛ فهم يألمون أكثر مما تظنون، وراحلون أسرع مما تتوقعون، بإذن الله.