فلسطين أون لاين

طبيعة الصراع وإضاعة الإنجازات

استنكرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت بشأن المسجد الأقصى، وحذرت بأن هذا التصريح هو تصعيد يدفع نحو صراع ديني خطر، وكذلك فعلت الرئاسة الفلسطينية.

عندما يسمع الفلسطيني مثل هذه التحذيرات يتساءل عن طبيعة صراعنا مع الاحتلال الإسرائيلي، فإن لم يكن صراعا دينيا فماذا يكون؟ هل هو صراع سياسي أو علماني أو ماذا؟ وإن لم يكن صراعنا دينيا فلماذا تتكلم السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير عن المقدسات الإسلامية والمسيحية باستمرار؟ ولماذا يتحدثون عن الرباط والشهداء ما دام لا علاقة للدين بالصراع القائم بيننا؟ ولماذا يقول محمود الهباش إن حقنا في القدس هو حق تاريخي وديني وقانوني؟ طبعا هنا لا بد من تذكير محمود الهباش أن حقنا في فلسطين لا جدال عليه، ودينيا فلسطين إسلامية، ولا يجوز التنازل عن شبر منها، كما أن القدس في الدين هي كل القدس، وليست ما يسمونها بالقدس الشرقية فقط، ولذلك لا يجوز أن يأخذ ما يريد ويتناسى ما يريد من الدين والآيات والأدلة الشرعية التي تحرم وتجرم التنازل لليهود عن أي جزء من فلسطين، ولذلك أتمنى ألّا تتكرر التحذيرات من اندلاع صراع ديني مرة أخرى، وإن كان القصد من ذلك هو التحذير من تحرك التيار الإسلامي داخل فلسطين لا أكثر.

هناك قضية أخرى لا بد من طرحها، وهي تساوق بعض الفلسطينيين مع محاولة (إسرائيل) إحباطَ الشارع الفلسطيني بالجرائم المستمرة ضد شعبنا ومقدساتنا، وبالاقتحامات اليومية المبرمجة، حتى تثبت دولة الاحتلال أن صواريخ المقاومة لم تردعها. كتب أحد الإعلاميين الكبار مقالا بعنوان "يحتفل المهزوم ويبكي المنتصر"، ومن خلال المقال يتباكى الكاتب على إضاعتنا الانتصار والإنجاز اللذَين تحققا في معركة سيف القدس بسبب خلافاتنا وأنانية أحزابنا وما إلى ذلك من كلام لا قيمة له، ولكن الرسالة كانت إحباط الشارع الفلسطيني والتأكيد أننا ضيعنا الانتصار وضيعنا الإنجازات، وكأن شيئا لم يكن، وأنا هنا باختصار أقول إن محاولات العدو الإسرائيلي كلها وكذلك التساوق _ربما غير المقصود_ من جانب بعض الفلسطينيين مع تلك المحاولات ستنهار مع أول صاروخ سيضرب (تل أبيب) أو المستوطنات في القدس، لأن المقاومة قالت إن يدنا ما زالت على الزناد، وقرار استئناف المعركة ما زال على الطاولة، ولن نسمح لكائن من كان أن يسرق إنجازاتنا "مرة أخرى"، أي أن المقاومة لن تلدغ من جحر مرتين، وما حصل في أعقاب العدوان الإسرائيلي على غزة 2014 لن يتكرر.