يبدو أن دولة الاحتلال لم تستخلص العبرة جيدا من معركة (سيف القدس)، المعركة اشتعلت بسبب القدس. مسيرة الأعلام بحسب تسميتهم أشعلت نار الحرب. غزة انتصرت للقدس لمّا تخلى عن نصرتها الأقربون، وعلى رأسهم سلطة رام الله.
غزة دفعت ضريبة باهظة الثمن من أجل المسجد الأقصى والقدس. وأرسلت رسالة مكتوبة بالدم؛ القدس خط أحمر، والقدس وحدها قد تشعل الحرب من جديد.
دولة الاحتلال في ظل حكومة بينيت الهشة تريد أن تركب حصان المزايدات على سابقتها، فتغامر بالعودة لاقتحام الأقصى وتدنيسه، وتهيئة الطريق لتقسيمه زمانيا ومكانيا، وهذا ما نبه إليه بينيت في رسالة الشكر التي وجهها لوزير الأمن الداخلي ومفتش عام الشرطة لحماياتهم المستوطنين المقتحمين للأقصى أمس الأحد، وأكد حق اليهود في إقامة شعائرهم الدينية في المسجد الأقصى.
يبدو أن السلطة والأردن قد أدركتا خطر اقتحامات الأمس، ومن ثمة بادر الأردن بالاحتجاج، وكذا السلطة، وعبرت جهات دولية عن قلقها، واحتجت القائمة العربية الموحدة المشاركة في حكومة بينيت وقالت: الأقصى مسجد خالص للمسلمين.
هذه الاحتجاجات جيدة، ولكن لا توليها حكومة الاحتلال أهمية، لأنها تدرك أنه ليس بعد الاحتجاج شيء غير الصمت والسكوت عما جرى. غزة هي الجهة الوحيدة التي ترجمت القول بالفعل في معركة سيف القدس، وهي الجهة القادرة على إعادة الكرة مرة أخرى، ويبدو أن الطرف الإسرائيلي يرقب احتجاج غزة باهتمام، خشية تجدد القتال بسبب القدس. وغزة تقول لن نتخلى عن القدس، ولن نقف عند الاحتجاج الذي اعتاد أن يقف عنده قادة العرب والسلطة. الأقصى خالص للمسلمين ودونه خرط القتاد، ومن ينكر ذلك يجدر به قراءة التاريخ جيدا.
غزة تعيش العيد من قلب معركة سيف القدس وتداعياتها، ومن قلب الحصار وتداعياته، ومن قلب الأسرى ومحنتهم، وهي وإن احتفلت بالعيد، وأقامت شعائر العيد إلا أنها على خط ساخن مع الأقصى.
غزة تستحق الاحترام، وتستحق أن نقول لها كل عام وأهلنا فيها بخير، وأخص بتهنئة العيد قُرّاء الصحيفة ومجلس الإدارة والعاملين في الصحيفة. وعيدنا الحقيقي يوم تحرير أقصانا.