المطلوب تشكيل لجنة محايدة لمحاسبة المتورطين بجريمة قتل بنات
يجب عقد الإطار القيادي لـ(م.ت.ف) على أسس ديمقراطية وانتخابات نزيهة
نتائج معركة "سيف القدس" يجب استثمارها محليًّا ودوليَّا
أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس الشيخ حسن يوسف، أن تعطيل الانتخابات الفلسطينية ووقف جلسات الحوار الوطني والتضييق على الحريات العامة خلقت احتقانًا كبيرًا في الساحة الفلسطينية، مطالبًا في الوقت ذاته، بتشكيل لجنة محايدة للتحقيق في قتْل الناشط السياسي نزار بنات.
وقال الشيخ يوسف في مقابلة مع صحيفة "فلسطين": إن المتابع للواقع الفلسطيني يجد أن هناك حالة كبيرة من الاحتقان سببها عدة أمور منها: إلغاء الانتخابات ووقف عجلة الحوار الفلسطيني، والتضييق على المواطنين في ملف الحريات العامة والتي تُوّجت مؤخرًا بقتل الناشط نزار بنات.
وأشار إلى أن الأسباب السابقة ألقت بتداعياتها على الساحة الفلسطينية وذلك بالتزامن مع قمع أمن السلطة المظاهرات السلمية في محافظات الضفة الغربية.
وتابع: "زارني العديد من المؤسسات الحقوقية والجهات الأهلية وبعض التنظيمات الفلسطينية أيضًا، وكلهم يشعرون بالقلق الكبير على هذا الواقع الفلسطيني ويحذّرون من المخاطر المحدقة بالجميع".
وأكد ضرورة تصيح الأوضاع وإعادتها لمسارها الطبيعي وأن يتمترس الجميع خلف مواجهة سياسات الاحتلال التهويدية ووقف كل أشكال العدوان.
وأفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، في 8 يوليو، عن الشيخ يوسف بعد اعتقال إداري دام 9 أشهر.
وجدد تحذيره من التداعيات الخطِرة للاحتقان والتي ستشغل شعبنا عن المعركة الأساسية مع الاحتلال ومستوطنيه.
لجنة محايدة
وشدد القيادي في حماس على أن المطلوب الآن من الكل الفلسطيني تشكيل لجنة محايدة من أجل التحقيق في قتل بنات ومحاسبة المتورطين في جريمة قتله؛ "ليطمئن المواطن الفلسطيني بأن هناك مؤسسات قانونية تتابع أي خلل وأي اعتداء على أي مواطن".
واستطرد: "ثم يأخذ الجانب العشائري حقه فكل من اعتدى عليه أن يذهب ويقدم الواجب واحقاق الحق، وأن تفتح مساحة كبيرة للحريات لأبناء شعبنا".
وتعليقًا على قمع أمن السلطة للمتظاهرين، قال: "للأسف! قمع الصحفيين والنقابين والنشطاء وكبار السن والنساء، أمر مستهجن، وبالتالي المطلوب إعطاء هذا الشعب الذي يسعى للحرية مزيد من الحريات في كل أماكن وجوده".
حوار جاد
ودعا الشيخ يوسف إلى حوار فلسطيني جاد يفضي لوحدة وشراكة فلسطينية كاملة، عبر: التقاء الإطار القيادي لمنظمة التحرير من أجل إعادة بناء المنظمة على أسس ديمقراطية وشورية وفق انتخابات حرة ونزيهة في الداخل والخارج.
وقال: "هذه المنظمة التي حينما تتشكل من جديد وتبنى على أسس سليمة ستقوم بإعادة تقييم المرحلة والمسارات السياسية السابقة ووضع استراتيجية وسياسات فلسطينية من الكل بما يحافظ على وحدة شعبنا وحقوقه وثوابته".
وشدد على ضرورة الاستفادة من نتائج معركة "سيف القدس" وما آلات إليه الأمور وفق المعادلة الجديدة مع الاحتلال.
وأضاف "يجب على شعبنا أن يرفع سقف مطالبه.. ما كان بعد المعركة ليس كما قبلها، شعبنا قادر على أن ينجز وأن يصل إلى مبتغاه والانعتاق من الاحتلال والوصول إلى الحرية".
تغوُّل إسرائيلي
وتطرَّق المحرر إلى واقع الأسرى في سجون الاحتلال، مشيرًا إلى وجود هجمة وتغوُّل إسرائيلي على الأسرى في محاولة للتضييق عليهم.
واستدرك: رغم ذلك فإن الأسرى بشموخهم ووحدتهم يتصدون لإدارة السجون ويتصدون للهجمات تلو الأخرى.
وقال: "لا شك أنهم يشعرون أنهم وحيدون في مواجهة إدارة السجون وبالتالي مطلوب من الجميع رسميًّا وشعبيًّا إسناد الأسرى وعدم تركهم وحيدين في المعركة".
وذكر أن الأسرى داخل سجون الاحتلال يتابعون الأخبار وصفقة التبادل أولًا بأول "وكلهم أمل بأن يكون يوم الإفراج قريبًا".
وشدد على أن آمال الأسرى معلقة على المقاومة الفلسطينية التي سيكون لها دور مشرف بتأمين صفقة تبادل مشرفة مقابل الإفراج عن الأسرى وأصحاب الأحكام العالية خاصة.
وجدد الشيخ يوسف تمسُّكه بالسير على درب المقاومة والنضال حتى تحقيق آمال شعبنا، ووجَّه رسالته للاحتلال: "خاب فألكم.. فنحن ماضون في هذا الطريق ولن تستطيع قوة في الدنيا أن توقف مسيرتنا ومشروعنا ومشوارنا التحرري حتى تتحقق أماني شعبنا بالتحرر وإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة".
وحيَّا الشيخ يوسف أبناء شعبنا في غزة، والذين "يعلق الكثير من أبناء الشعب والأمة وأحرار العالم أمالًا عليهم في الوصول إلى أهداف الشعب الفلسطيني المرجوة".
واعتقلت قوات الاحتلال القيادي يوسف (64 عامًا) في أكتوبر 2020 بعد اقتحام منزله وتفتيشه في بلدة بيتونيا جنوب رام الله.
وجاء اعتقال القيادي يوسف بعد شهرين فقط من الإفراج عنه بتاريخ 23/7/2020، حيث أمضى 15 شهرًا في الاعتقال الإداري، علمًا أنه أمضى في سجون الاحتلال أكثر من 23 عامًا عبر فترات متفاوتة.
والشيخ حسن من أبرز قيادات حماس في الضفة الغربية، وأحد مبعدي مرج الزهور في الجنوب اللبناني عام 1992، وانتُخب نائبًا في المجلس التشريعي رغم تواجده بالاعتقال في سجون الاحتلال.
ويعاني النائب يوسف أمراضًا عدة منها السكري والضغط.