غزة ليست محطة تجارب لبينيت ونتنياهو. غزة أرض محتلة اجتمع سكانها على التحرر. التحرر من الاحتلال يحتاج لعمل مقاوم. المقاومة آلية دولية مشروعة. الأمم المتحدة أقرت حق مقاومة الشعوب للمحتل، بكل الأدوات المتوافرة، بما فيها المقاومة المسلحة، والبالونات الحارقة. البالونات أداة محدودة بين أدوات المقاومة، ولكنها أداة تزعج سكان الغلاف، وتستجلب منهم ضغطًا على حكومتهم لتلبية متطلبات غزة الأساسية على الأقل.
بينيت يقود حكومة أقلية ضعيفة وهشة، وهي في تحليلات العارفين لن تعيش طويلًا، ولكن بينيت يريد أن يستأسد على غزة، ويزعم أن بمكنَتِه فرض معادلات جديدة على غزة. هو يقول: إنه لا أموال قطرية في الشنطة، ويزايد على نتنياهو بقوله: الشنطة من مخلفات نتنياهو السيئة. المنحة الآن من بنوك السلطة، بإشراف أونروا.
هذا التحول قَبِلته الفصائل في غزة، لا لأن بينيت بطل الأبطال، ولكن لأن هذه القضية قضية إنسانية لها علاقة بالشرائح المتعففة في غزة، وليست قضية تحرر وسيادة، ولكن البالونات لن تتوقف دون التحرر من الحصار وفتح المعابر. بينيت يحاول أن يلعب بطريقته مع البالونات بقصف مناطق في غزة، بمعادلة البالون بصاروخ، ثم يزعم للإعلام أنه لا يود العمل على إيذاء غزة.
كلام هذا الرجل الضعيف يثير السخرية. كيف تحاصر غزة، ثم تقصفها، ثم تزعم للعالم أنك لا تعمل على إيذائها؟! هل ثمة إيذاء أكثر من الحصار والقصف؟ كن رجلًا وتحمَّل مسؤوليات عملك المشين. الثعلب لن يصير حملا بفروته. الثعلب ثعلب، ولا علاج لمكره إلا بضربه وإسقاطه من كبريائه.
غزة في نظري ستنتصر على معادلات بينيت الجديدة، ولن تتوقف عن مقاومة الاحتلال والحصار بكل الوسائل والآليات الممكنة. المعابر المغلقة احتلال قاسٍ وبغيض، وعقوبات جماعية، ولا حل أمام غلاف غزة إلا بفتح المعابر، فعدونا لا يفهم لغة الحوار، بل يفهم لغة القوة، والمقاومة هي لغة القوة في غزة، وأن تحيا كريمًا خير من أن تحيا تحت بساطير الاحتلال كما قال عباس عن نفسه. ومن يحيا تحت بساطير الاحتلال لا يستحق أن يقود شعبًا حرًّا كشعب فلسطين. وعلى بينيت أن يقف عند تجارب نتنياهو وألّا يتجاوزها؛ لأن إسقاطه من الحكومة أسهل على المستهدفين لذلك من إسقاط نتنياهو.