حتى هذه اللحظة لا توجد مؤشرات أو دلائل على عودة الحوار الداخلي إلى مساره، خاصة بين فتح وحماس، ويمكننا القول استنادا إلى الواقع، واستنادا إلى التصريحات الأخيرة للقيادي في حركة فتح السيد محمود العالول، التي تفيد بأن الحوار مع حركة حماس متوقف، فإن هذا يعني أن كل ما يشاع بشأن توافق فتح وحماس على تشكيل حكومة وحدة أو حكومة إنقاذ يقودها الدكتور سلام فياض لا أساس له من الصحة، كما أن مطالبة حماس بأن تبدأ المصالحة بانتخاب المجلس الوطني، والمشاركة في جميع مؤسسات منظمة التحرير بدلا من إضاعة الوقت في تشكيل حكومة يؤكد على أن تشكيل حكومة جديدة ليس من بين الحلول المطروحة حاليا، خاصة بعد فشل حكومة رامي الحمد الله التي كان يفترض بها أن تكون حكومة وحدة، فكانت حكومة انقسام وزادت الطين بلة.
الدكتور سلام فياض يحاول تسويق نفسه من جديد أنه عنوان للوحدة والإصلاح، وبغض النظر عن موقف الفصائل الفلسطينية منه، فإن تجربتنا معه كانت مأساوية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فهو أكثر رئيس وزراء قسا على الشعب الفلسطيني، وكان همه إرضاء المجتمع الدولي والدول المانحة، كان همه الوحيد إثبات قدرته على إدارة الأمور الأمنية والمالية باقتدار، وعلى حساب المواطنين ومعاناتهم، وكان يفتخر بأنه لا يتأثر بالانتقاد ولا يخجل منه، وعدَنا بإقامة دولة خلال عامين، فمضت الأعوام وأثبت أنه غير قادر على تحقيق أي إنجاز يذكر سوى ما حققه في كتاب جنيس ربما يكون أكبر صحن فول، ومما لم يذكره جنيس أكبر تراجع في الاقتصاد الفلسطيني في عهده. ما زلنا نتذكر كيف رهن المواطنين للبنوك والمؤسسات الربوية بطرقه المختلفة، ما زلنا نذكر الارتفاع غير المسبوق في الرسوم المختلفة، وخاصة ما يتعلق بالعقارات والأملاك وغيرها، تلك "الإنجازات" ما زال المواطن الفلسطيني يعانيها حتى يومنا هذا.
باختصار أقول إن أي فصيل يوافق على عودة د. سلام فياض من جديد يعد شريكا له في الضغط على المواطنين وزيادة معاناتهم، ويعد موافقا على كل ما فعله في فترة توليه رئاسة الحكومة، ولذلك نتمنى ألا تنخدع فصائل المقاومة في غزة بكلامه "المعسول" ووعوده غير الصادقة فتمنحه فرصة أخرى لقتل الأمل في نفوس المواطنين.