ذكرت قناة كان العبرية أن وفدا أمنيا إسرائيليا سيزور مصر هذا الأسبوع لإجراء محادثات بشأن هدنة طويلة الأمد مع قطاع غزة في ظل اتخاذ حكومة الاحتلال الإسرائيلية خطوات تحسينية مع غزة، شملت توسيع مساحة الصيد، وفتحا جزئيا للمعابر، والسماح بإدخال الوقود لمحطة توليد الكهرباء حسب زعمها.
إن عودة ظروف الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة إلى ما كانت عليه قبل معركة سيف القدس أو أفضل من ذلك بكثير ليس مقبولا لدى الشعب الفلسطيني، فضلا عن قبوله من جانب فصائل المقاومة في قطاع غزة، فنحن نعد مثل تلك الخطوات "إن حصلت فعلا" ذرا للرماد في العيون ولخداع المجتمع الدولي الذي تضامن مجبرا مع قطاع غزة حين انتصر على العدو الإسرائيلي. إن ما تقوم به دولة الاحتلال فقط لتخفيف الدعم الدولي لغزة المحاصرة، وكذلك لإجهاض التضامن الشعبي العربي معها ومع الشعب الفلسطيني، وخاصة في القدس، وكذلك لمنح ورقة زائفة للمطبعين العرب لاستئناف تطبيعهم مع المحتل ووقاحتهم في التآمر على القضية الفلسطينية.
ما الذي تعنيه التحسينات الزائفة مع استمرار جريمة حصار غزة والإبادة الصامتة التي يتعرض لها شعبنا فيه؟ وكيف ستتم التهدئة وحكومة الاحتلال أصدرت قرارات جديدة لتعزيز الاستيطان في القدس والضفة الغربية ومصادرة الأراضي، وكذلك إصدار قرارات بهدم عشرات البيوت في مناطق في القدس وفي الضفة الغربية "مناطق سي" على حد سواء؟
لا أعتقد أن تقبل المقاومة في غزة بأي تهدئة ما دام الفلسطيني يُجبَر على هدم بيته في القدس، فتلك جريمة ضد الإنسانية لا تقل بشاعة عن قتل الفلسطيني بدم بارد في شوارع الضفة الغربية، ولن تكون هناك تهدئة ما دام حصار غزة مستمرا وما دامت عربدة المستوطنين في الضفة مستمرة، فالتهدئة تعني كف يد الاحتلال الإسرائيلي عن كل الفلسطينيين، وتعني رفع الحصار الفوري عن قطاع غزة مقدمةً للوصول إلى حلول سياسية مرحلية تنتهي بإقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة، دون اعتراف بشرعية الاحتلال أو التنازل عن حقوق شعبنا وثوابته.
إن ما تقوم به دولة الاحتلال من مراوغة لا يخدم الهدوء في المنطقة، وأعتقد أننا نقترب أكثر من جولة جديدة من الصراع يفرضها التعنت الإسرائيلي على المقاومة الفلسطينية، ولذلك نتمنى على الوسطاء أن يبذلوا الجهود المطلوبة في "الوقت القصير المتبقي" لإقناع الاحتلال بتلبية المطالب العادلة للشعب الفلسطيني قبل فوات الأوان وانطلاق صفارات الإنذار من جديد.