فلسطين أون لاين

"عدوى" الإرباك الليلي تنتقل من غزة إلى الضفة

يتداول ضباط الأمن الإسرائيليون، لا سيما من يشرفون على حماية المستوطنات بالضفة الغربية، ما يقولون إنه انتقال لـ"عدوى" المقاومة الشعبية التي يقوم بها الشبان والفتيان الفلسطينيون على حدود غزة مع مستوطنات الغلاف إلى أشقائهم في الضفة الغربية.

يتركز الحديث الإسرائيلي على تبني الفلسطينيين في الضفة الغربية أسلوب "الإرباك الليلي" المستخدم في قطاع غزة، من أجل إخلاء بؤرة إيفيتار الاستيطانية في منطقة نابلس، بعدِّها طريقة فعالة، ويعتزمون استخدامها ضد مستوطنات أخرى في الضفة الغربية.

وقد أعلن الفلسطينيون في عدة قرى فلسطينية بمنطقة نابلس في الأيام الأخيرة استخدام أحد الأساليب المستخدمة على السياج الحدودي في قطاع غزة لمضايقة مستوطني غلاف غزة وجنود الاحتلال، وانضم المئات من الفلسطينيين من القرى المجاورة لتنفيذ نشاطات "المضايقات الليلية" على غرار غزة، لتسريع عملية إخلاء بؤرة أفيتار الاستيطانية التي أقيمت في الأسابيع الأخيرة على أراضي الفلسطينيين.

ترصد المخابرات الإسرائيلية جملة من الأساليب الفلسطينية الليلية المستخدمة في الضفة الغربية، وتشمل الإطارات المحترقة، وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة، ومسيرات المشاعل، واستخدام الألعاب النارية، وعبوات الأنابيب، وضجيج مكبرات الصوت المستمر لمضايقة سكان البؤرة الاستيطانية في أفيتار، والضغط على جنود الاحتلال الذين يحرسونها.

يضع الإسرائيليون توقيتا دقيقا لبدء ممارسة الفلسطينيين بالضفة الغربية لهذا الشكل من المقاومة الشعبية، وتحديدا بعد انتهاء حرب غزة، وتطورت تدريجيًّا إلى حدث كبير يحدث يوميًّا، وباتت تشكل مصدر احتكاك خطر في الضفة الغربية بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين وسكان القرى الفلسطينية.

هذه المضايقات الليلية نشاط فلسطيني شائع، ولا يتطلب الكثير من المال والموارد، وكل شيء يتم بروح تطوعية، ويهدف لجعل الحياة صعبة على المستوطنين وجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي الذين يحمونهم، وهدف الفلسطينيين من تبني هذه الطريقة هو زيادة "الوعي القومي" لسكان الضفة الغربية بمعارضتهم للمشروع الاستيطاني الإسرائيلي، وتأييدهم لنشاط "المضايقات الليلية".

يخشى جيش الاحتلال أن يؤدي هذا النشاط الشعبي لزيادة التصعيد بالضفة الغربية بما يخدم مصالح حماس التي تريد إحداث انتفاضة جديدة في الأراضي الفلسطينية، ويخشى المستوى السياسي الجديد في (إسرائيل) من رد فعل حكومة بايدن على إنشاء بؤرة أفيتار الاستيطانية التي أقيمت بشكل غير قانوني، على الرغم من أن مصادر استيطانية تزعم أن مستوطنة "أفيتار" تكتسب أهمية إستراتيجية لمنع الارتباط الجغرافي بين القرى الفلسطينية.

تتوقع الأوساط الأمنية الإسرائيلية من المتظاهرين الفلسطينيين أن يصعدوا من مضايقاتهم الليلية للضغط على جميع الأطراف المعنية لتسريع عملية الإخلاء، وقد تكون مقدمة لنقل هذه التجربة الناجحة إلى بؤر استيطانية أخرى في مناطق مختلفة من الضفة الغربية.