يبدو أن إستراتيجية البلالين الحارقة المنطلقة من غزة قد نجحت في خلق نوع من توازن الرعب واسترجاع شيء من الحقوق، فقد سربت القناة الثانية عشرة العبرية خبرا مفاده بأنه تم إيجاد آلية جديدة لإدخال الأموال القطرية إلى غزة.
فبعد اندلاع أكثر من 40 حريقا في الثلاثة أيام الأخيرة في الحقول والبساتين والأحراش في غلاف غـــزة، يقول المستوطنون والمزارعون هناك "لقد فقدنا مصدر رزقنا وبدأ صبرنا ينفد ونطالب الحكومة الجديدة بإيجاد حل فوري لهذه القضية. نحن ندفع ثمن سياسة الاحتواء ولذلك يجب على الحكومة بناء استراتيجية طويلة الأمد من أجل تغيير هذا الواقع في غلاف غـــزة وأن لا يستمر الوضع بهذا الشكل".
وحسب التسريب فإن الآلية الجديدة تنص على أن الأموال القطرية ستدخل من خلال الأمم المتحدة إلى غزة وليس في حقائب كما في السابق، ومن المتوقع أن تدخل الأسبوع المقبل.
الخبر المسرب جاء قبيل القصف الإسرائيلي المركز على المناطق والمواقع الفارغة ليلة أمس.
وهذا يحمل مؤشرين أساسيين، أولهما هو أن الاحتلال خضع لمطالب أهالي غزة وأوجد آلية لإعادة إدخال الأموال بفعل ضغط البلالين الحارقة، والمؤشر الثاني أن الاحتلال سرب الخبر ثم بدأ في القصف ليوحي أنه صاحب اليد الطولى في المنطقة ويحاول تثبيت قواعد اشتباك جديدة.
لكن الملاحظ أن المقاومة تتخذ من الحكمة طريقا لتنفيذ المطالب الإنسانية ولم تنجر إلى جولة جديدة من القتال ولم تدحرج كرة اللهب، وأبقت الباب مشرعًا للرد على أي عدوان إسرائيلي جديد.
وستبقى قواعد الاشتباك التي رسمتها المقاومة عقب سيف القدس هي العنوان الأبرز للمرحلة الحالية مع شيء من استراتيجية عض الأصابع، والنصر حليف الصابرين.