فلسطين أون لاين

تقرير محللان: تقزيم "مسيرة المستوطنين" تأكيد لتحقيق المقاومة "الردع"

...
صورة أرشيفية
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

يؤكد محللان سياسيان نجاح المقاومة بردع الاحتلال في معركة "سيف القدس"، وتجلى ذلك في الصورة الباهتة التي ظهرت بها "مسيرة الأعلام" للمستوطنين الإسرائيليين في القدس المحتلة، وهذا يعني تمكن المقاومة من ترسيخ قاعدة بأن ما يحدث بالقدس شأن عام لجميع الفلسطينيين على اختلاف أماكن وجودهم، وأن زمن استفراد الاحتلال بالمدينة قد ولى.

ومساء أمس الأول نظمت "مسيرة الأعلام" في مدينة القدس بمشاركة نحو 5 آلاف مستوطن، تحت حراسة أكثر من ألفي عنصر من شرطة الاحتلال، وقد قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: "إن الشرطة غيرت خط سير المسيرة في اللحظة الأخيرة، خشية تصعيد الأمور مع قطاع غزة".

متغيرات إستراتيجية

المحلل السياسي تيسير محيسن أكد حدوث متغيرات إستراتيجية وأساسية في بنية وفلسفة "مسيرة الأعلام للمستوطنين"، من حيث المسار والتوقيت والزمن والحشد.

وقال: "ما أخل بالمسيرة، التي هي بالأصل من الأدبيات التي يحاول الاحتلال بها إسبال ثوب اليهودية؛ أن الحشد كان أقل من السنين الفائتة بكثير، أيضًا تطويع مسار المسيرة واختصار مدتها الزمنية لتجنب تفجر أزمة في القدس، خاصة في الأحياء الفلسطينية".

أوضح محيسن أن المؤشرات السابقة تظهر أن التحذيرات التي أطلقتها المقاومة، والرسائل التي أرسلتها عبر الوسطاء لـ(إسرائيل) كان لها مردود إيجابي في ردع الاحتلال، وثنيه عن عنجهيته.

وتابع: "صحيح أن معركة "سيف القدس" انتهت عسكريًّا، ولكن إسقاطاتها الأدبية والمعنوية على الاحتلال ما زالت حاضرة، وتتمثل في حرصه الشديد على ألا يفجر مواجهة جديدة مع المقاومة".

ورأى محيسن أن الدروس التي لقنتها المقاومة لـ"نتنياهو" حاضرة على طاولة القيادة الجديدة "بينيت – لابيد"، وتفرض عليها ألا تجرب مع المقاومة الأساليب المجربة، لأنها لن تجدي نفعًا.

معادلة جديدة

وشاركه في الرأي المحلل السياسي حاتم أبو زايدة، الذي أكد أن ما جرى في "مسيرة المستوطنين" من حيث الحجم والكم والنوع، والانخفاض الكبير في أعداد المشاركين، خاصة من الشباب، وتجنب استفزاز المقدسيين؛ يعكس بوضوح أن المقاومة حققت الردع للاحتلال.

وقال: "تأكد بوضوح أن المقاومة جسدت معادلة أن القدس ليست شأنًا خاصًّا بالمقدسيين بل هي شأن عام للشعب الفلسطيني على اختلاف أماكن وجوده، خاصة قطاع غزة الذي له وسائله وأدواته في المقاومة العسكرية".

ولفت أبو زايدة إلى أن "مسيرة الأعلام" أظهرت عدم رغبة الاحتلال بالتصعيد، بعد ما رآه من تهديدات المقاومة في المدة الماضية، فضلًا عن أدائها العسكري في معركة "سيف القدس"، بشكل أوصله للتواصل مع قوى إقليمية ودولية لتأكيد أنه غير معني بالتصعيد، "وذلك بعد أن كان يتبجح أن القدس عاصمة (إسرائيل) الأبدية، وأن كل يهودي يستطيع الذهاب إلى "الأقصى متى شاء".

ونبه إلى أن الأمور تشي بسياسة جديدة فرضتها فصائل المقاومة، "وتجلى ذلك في أن المستوطنين وحكومتهم باتوا يفكرون كثيرًا، ويعقدون جلسات مطولة ومشاورات أمنية ساعات، للتفكير في كيفية القيام بأي نشاط توراتي، تحسبًا لردة فعل الشعب الفلسطيني، خاصة المقاومة في غزة".

وأكد أبو زايدة أن ذلك يعني أن المستوطنين سيفكرون طويلًا -خاصة اليمين المتطرف- قبل الشروع في أي خطوة تجاه القدس.

وقال: "فصائل المقاومة لم تنجح فقط في ردع العدو، بل عملت على إحياء القدس والأقصى في قلوب العرب والمسلمين، وهذا آخر ما تريده (إسرائيل) وأمريكا؛ أن يتوحد العرب على قضية عقدية".