فلسطين أون لاين

سهام.. مسنة رعت أبناءها الأيتام وختمت أعمالها بالشهادة

...
الشهيدة سهام الرنتيسي.jpg
غزة/ صفاء عاشور:

في أول أيام عيد الفطر أدت المسنة سهام الرنتيسي صلاة الفجر وتجمع عندها أولادها الخمسة وأحفادهم، يتبادلون التهاني ويتمنون السلامة للجميع من العدوان الذي يشنه الاحتلال على القطاع.

فرحة بالعيد ولبس الأولاد الملابس الجديدة وتبادل التهاني وتوزيع الحلويات والعيديات هي أبرز الأمور التي أصرت سهام على وجودها في ذلك اليوم، حتى لا يحرم أحفادها البهجة التي حاول الاحتلال تنغيصها.

ذكريات جميلة ومشاعر طيبة يحملها الجميع للشهيدة سهام الرنتيسي صاحبة الـ(66) عامًا، قضتها في رعاية أبنائها الأيتام وتربيتهم والمحافظة عليهم لينشئوا على حب الله والوطن وقضيته، ويصبحوا من حفظة القرآن الكريم ورواد المساجد.

والشهيدة سهام واحدة من 17 مسنًّا استشهدوا في عدوان الاحتلال الذي شنه بين 10 مايو/ أيار و21 من الشهر نفسه، على قطاع غزة، وفق إحصائية صادرة عن وزارة الصحة.

ويوافق 15 حزيران/ يونيو سنويًّا اليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين.

سيرة عطرة تحدث ابنها الكبير يوسف الرنتيسي عنها قائلًا: "ليس كأمي مثيل، وما قامت به ليس له ثواب أعظم من ثواب الشهادة، وقد نالتها كما تمنت هي"، لافتًا إلى أن والدته كانت تدعو الله أن يجعلها من الشهداء.

ويوضح لصحيفة "فلسطين" أن والدته كبيرة في السن لم يهتم الاحتلال لعمرها واستهدفها مع أبنائها وأحفادها، لتستشهد في قصف مباشر للمنزل المكون من ثلاثة طوابق وتعيش فيه خمس أسر.

ويشير الرنتيسي إلى أن والدته عملت في كبرها على حفظ أموال أبنائها الأيتام وعدم خلطها معًا، وواظبت على قيام الليل، وقراءة القرآن، ودعاء الله أن يجزيها خيرًا على رباطها وثباتها على أرض فلسطين.

ويبين أن والدته كانت تطمح إلى أن ترتقي شهيدة، حتى إنه في أول أيام العيد أحب أن يداعبها، فطلب منها أن تخرج من المنزل ويذهب بها عند أحد أقاربهم في مكان آمن، بعيدًا عن منزلهم في حي الجنينة شرق محافظة رفح.

لكن ردها جاء سريعًا: "إذا أردت أنت خذ زوجتك واخرج، ولكن أنا لن أترك بيتي وأخسر ثواب الرباط فيه، وإن مت فسأكون شهيدة"، ويرى أنها لصدق نيتها مع الله حقق أمنيتها في اليوم نفسه.

ويذكر الرنتيسي أن جميع أفراد العائلة كانوا قد تفرقوا كلٌّ في بيته لأداء صلاة المغرب، وأمه توجهت إلى سجادتها التي صلت عليها وبقيت جالسة تسبح الله وتذكره، ليقصف الاحتلال البيت ويدمره فوق رؤوس ساكنيه.