قالت منظمة أطباء بلا حدود إن المصابين الفلسطينيين من جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، لديهم تمزق وتهتك في الأنسجة، وهناك مصابون بكسور معقدة.
وأفادت المنظمة الدولية باستقبالها جرحى يعانون عدةَ إصابات في أجسادهم، لافتة إلى أن بعض الجرحى أجريت لهم أكثر من عملية.
وقالت معاون المدير الطبي لأطباء بلا حدود الدكتورة علا زيارة: إن الحالات التي وصلت إلينا من جرحى العدوان الإسرائيلي صعبة ومتنوعة ومختلفة.
وأضافت زيارة لصحيفة "فلسطين": استقبلنا جرحى يعانون أكثر من إصابة بأكثر من منطقة في الجسم، لافتة إلى أن الإصابات نجم عنها تهتك في الأنسجة والأطراف وكسور معقدة.
وأشارت إلى أن منظمتها استقبلت الحالات الحرجة طوال أيام العدوان في مستشفى العودة شمال قطاع غزة على أيدي طواقمها المحلية المدربة.
ونبهت إلى أن طواقمها الأجنبية لم تغادر مقر المنظمة بمدينة غزة خلال العدوان بسبب خطر الأوضاع، واقتصر الأمر على الطواقم الطبية المحلية التي تدربت في وقت سابق على أيدي أطباء المنظمة.
وخلال العدوان، ذكرت زيارة أن المنظمة استقبلت 22 إصابة أجريت لها 70 عملية جراحية نظرًا إلى خطرها واحتياج الشخص الواحد لأكثر من عملية.
وتابعت: بعض الحالات تعاني كسورًا معقدة، وتهتكًا في الأنسجة الطرفية، وتحتاج إلى رقع جلدية وأنسجة لتغطية التهتكات، إلى جانب تقديم العلاج لإصابات تعاني التهابات عظمية عُولجت بالمضادات المناسبة.
ونبهت زيارة إلى أن الطواقم الطبية الأجنبية التابعة للمنظمة مُنعت خلال العدوان من الوصول إلى غزة سواء عبر معبر رفح البري أو حاجز (إيرز) شمال القطاع وسمح لها لاحقا بالوصول إلى غزة بعد انتهاء العدوان بيومين.
وأفادت بأن منظمتها أدخلت العديد من الاحتياجات الطبية والأدوية إلى وزارة الصحة في غزة، بعد انتهاء العدوان وبشكل عاجل بسبب نفاذ بعض الأدوية والمستهلكات الطبية خلال العدوان.
وأمضت: "لو استمر العدوان أكثر من 11 يوما لتعرضنا لمأزق شديد بسبب نفاد مخزون الأدوية الذي نمتلكه"، مجددة: "لا يوجد مكان آمن في القطاع، فالعديد من العاملين في منظمة أطباء بلا حدود، تعرضت منازلهم بشكل مباشر أو غير مباشر للضرر والبعض الآخر نزحوا من منازلهم إلى مراكز الإيواء بسبب شدة القصف".
وحثت الجهات المعنية على ضرورة توفير ممر آمن إلى غزة، خاصة خلال اعتداءات الاحتلال والسماح للطواقم الطبية والإنسانية لتقديم خدماتها، "فلا يعقل أن تُعوًّق الكوادر والخدمات الطبية وقت النزاعات".
وبينت أن منظمتها لم تدخر جهدًا لإيصال صوتها لكل الجهات الدولية عبر الإذاعات المحلية والعالمية لاطلاع العالم على ما يتعرض له القطاع على يد قوات الاحتلال، واحتياجات الجرحى للرعاية والعلاج المناسب.
استقبال الجرحى
وأكدت معاون المدير الطبي أن منظمتها الدولية ستسعى خلال المدة القادمة للوصول إلى أكبر قدر ممكن من محتاجي الرعاية الطبية، لافتة إلى أن الغزيين سيُطلَعون على الخدمات التي تقيمها منظمة أطباء بلا حدود من أجل سهولة الوصول إلى مراكز الرعاية التي تعمل بها المنظمة بهدف التخفيف من معاناة الأهالي.
وبينت أن الاهتمام في بادئ الأمر سيكون بجرحى العدوان الأخير ومن ثم سنستقبل الإصابات القديمة الناجمة عن اعتداءات الاحتلال ومن ثم مصابي حوادث الطرق مع توفير الرعاية الجراحية المتكاملة والأدوية التي يحتاجون إليها، مضيفة: "وسنتوسع في استقبال الحالات شيئًا فشيئًا وفق إمكاناتنا".
وأكدت زيارة أن منظمتها تعمل وفق منظومة متكاملة بالشراكة مع وزارة الصحة ومستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعية ومركز الأطراف الصناعية في غزة.
وتأسست منظمة أطباء بلا حدود عام 1971 على يد مجموعة من الأطباء والصحفيين لتسهيل وصول المهمشين والفقراء للوصول إلى الخدمات الطبية بسهولة وسلاسة، خاصة في حالات الطوارئ والحروب والنزاعات أو بسبب الزلازل والبراكين، بحسب زيارة.
ويعمل أطباء بلا حدود في نحو 70 دولة حول العالم مهمتهم تقديم المساعدة إلى الشعوب المتضررة من العنف أو الإهمال أو الأزمات، في حين، يعود عمل أطباء بلا حدود في الأراضي الفلسطينية منذ تسعينيات القرن الماضي.
وقدمت منظمة بلا حدود- بلجيكا إلى قطاع غزة في مايو 2018، بالتزامن مع مسيرات العودة الكبرى، بسبب ارتفاع أعداد الجرحى الناجم عن إطلاق جنود الاحتلال الرصاص المباشر على المتظاهرين العزل على الحدود الشرقية لغزة.