فلسطين أون لاين

مساحة حرة

لغة الضعفاء لا تجلب سوى العار والدمار

انتصار المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب عز الدين القسام في معركة سيف القدس كان انتصارًا "كريستاليًّا" شفافًا لا يختلف فيه اثنان، الفلسطيني والإسرائيلي اتفقا على أن النصر كان حليف المقاومة وشعبنا في غزة، ومن خلفهم كل الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده جميعًا، بعكس الحروب السابقة التي شوّه الانتصار فيها المأزومون والمهزومون لكثرة الدمار والشهداء والجرحى.

في الأيام التي تلت وقف إطلاق النار وانتصار المقاومة بدأنا نسمع أصواتًا لا تتوقف عن جلد المقاومة بأي وسيلة مستطاعة، وهذه المرة يلقون باللائمة على المقاومة على فخرها بانتصارها وعلى خطابها الحماسي و"الاستعلائي"، ويطالبون المتحدثين باسم كتائب عز الدين القسام ألا يبالغوا بقدرات المقاومة حتى لا يمنحوا دولة الاحتلال ذريعة لعدوان جديد أو عدوان أشد من سابقه على قطاع غزة، وهناك من يطالب المقاومة بالكف عن الاحتفال بالنصر ومخاطبة العالم بلغة القوي، وأن تستبدل بذلك نشر صور الدمار الذي خلفته الحرب، وعرض المآسي التي حدثت لشعبنا في غزة، وإبراز صورة ذلك الطفل الذي فقد عائلته أو ذلك الحي الذي شهد دمارًا شاملًا، حتى يشعر العالم بنا ويقف إلى جانبنا.

أقول للمحللين السياسيين ومن يعدون أنفسهم من المفكرين والناصحين على قلتهم إن حديثهم لا علاقة له بالمنطق ولا واقع الاحتلال، ولا يعلمون شيئًا عن مجريات الأمور في فلسطين المحتلة، فكلنا يعلم علم اليقين أن الاحتلال الإسرائيلي لو ملك القدرة على مسح المقاومة في غزة لما توانى عن ذلك، فهو يعمل ولديه ضوء أخضر من قوى الشر في العالم، وعلى رأسهم أمريكا، ولا يحتاج إلى ذرائع ومسوغات لجرائمه، وعدوانه عام 2014 على غزة خير شاهد على ذلك، وعليه لا بد من الكف عن مطالبة المقاومة بالتخفيف من خطابها، فهي حققت نصرًا لا يمكن إنكاره، وعجز المحتل عن إخضاعها، فلماذا تحاولون إخضاعها بتحليلاتكم ونصائحكم المردودة عليكم؟! ثم هل تحرك الضمير العالمي بعد مشاهدة ملايين الصور، والمشاهد الحية للدمار والدماء والمجازر والبراميل المتفجرة والمشردين في سوريا أو في اليمن أو ميانمار؟ هل انتصر المجتمع الدولي للمظلومين في العالم؟!

أنا لست مع إخفاء جرائم الاحتلال نهائيًّا، ولكن إظهارها ليس الهدف منه استجداء النصرة ممن يقدمون الدعم لدولة الاحتلال (إسرائيل)، ولكن فقط لإظهار الوجه الحقيقي للمجرم، ولا بد أيضًا من إظهار القوة لإرهاب الأعداء وآخرين من دونهم، الشعب الفلسطيني يريد خطابًا يقال فيه ونجهل فوق جهل الجاهلين أو "السافلين" على خطاب يقال فيه إننا نعيش تحت بساطير الاحتلال.