ما شاهدناه في "ما خفي أعظم" على قناة الجزيرة الذي شهد أول ظهور إعلامي للقائد الكبير مروان عيسى نائب قائد أركان كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، يبعث على الفخر بمقاومتنا الباسلة، وأعتقد أن ما أخفاه القائد يزيد عن ما كشف عنه من الواقع وفعل المقاومة الباسلة بالعدو الصهيوني.... فما خفي أعظم.
تحدث القائد عيسى عن كواليس صفقة وفاء الأحرار التي أنجزت في 2011، وهو تأكيد منه على أهمية تحرير الأسرى من سجون الاحتلال، ما يؤكد أن حماس قادرة بصمودها ونفسها الطّويل على أن تخضع الاحتلال وتهزمه مرة تلو الأخرى بل وتخضعه لشروطها بالقوة سواء على صعيد المعركة أو قدرتها وتحكمها في مسار التفاوض خلال إبرام الصفقات لتحرير الأسرى.
لقد تفوقت المقاومة على الاحتلال في جوانب عدة منها الأمنية والعسكرية والقائد هنا يؤكد تفوقها أيضا على الصعيد السياسي، كما فرضت المقاومة على الاحتلال قواعد اشتباك خلال جولات التصعيد العسكرية المتعددة، فقد استطاعت فرض قواعد اللعبة خلال المراحل التفاوضية وفرضت كذلك واقعا أمنيا وعسكريا وسياسيا معقدا كسرت فيه عنجهية الاحتلال وأخضعته لشروط اللعبة.
تحدث القائد الكبير مروان عيسى بلغة المنتصر عن معركة سيف القدس قائلًا: "معركة سيف القدس مثلت مرحلة فارقة وسيكون لها ما بعدها"، وأكد أن المقاومة سعت خلال هذه المعركة لزيادة غلتها في ملف تحرير الأسرى من السجون الصهيونية، وهو بذلك يزيد من نكأ جروح الاحتلال والتلويح بفشله في تحقيق أهدافه في أي معركة مع المقاومة.
سيف القدس وما خفي أعظم.. حاول الاحتلال تحقيق هدوء أمني طويل الأمد، وتأجيل الجولة التالية من الصراع لكنه فشل، فقد كان واضحا أن (إسرائيل) غير قادرة على تحديد هدف إستراتيجي يغير من طبيعة الصراع مع حركة حماس والمقاومة الفلسطينية بشكل جذري أو على الأقل وضع قواعد جديدة للعبة تقوض المقاومة، كما فشل في محاولة تقليص الارتباط الذي صنعته حماس بين قطاع غزة والقدس من جهة وإيقاف سياسة الحركة في تثوير الضفة المحتلة ونقل المعركة إلى ساحات عدة بل وتوجيه الرأي العام الفلسطيني في الداخل المحتل.
ونجحت حماس في إحداث تحول جذري في عقيدة جيش الاحتلال الصهيوني عسكريا ونقلته من تكتيك البحث عن النصر الحاسم ومحاولة التخلص من حماس وإنهاء وجودها في معركة الفرقان ٢٠٠٨، إلى الردع المحدد وهو ما برز في معركة سيف القدس ٢٠٢١ من خلال التركيز على إحداث خلل في المنظومة العسكرية للمقاومة وإضعاف قوتها والإضرار بها وملاحقة قادتها، وبعد المعركة من خلال منعها من إعادة ترميم القوة وبنائها من جديد، وتحييد سلاح الأنفاق لتقليص أهداف المقاومة وتشتيتها وتقليل أضرارها والخسائر الناجمة عنها واستيعاب ما تصنعه المقاومة من مفاجآت في المعركة.
استطاعت حماس أن تحقق أهدافها فقدمت نفسها كمدافع عن الأقصى والقدس وقيادة المقاومة الفلسطينية لنصر جديد في سيف القدس وما يتبعها، بينما فشل الاحتلال في توجيه قوة الردع وفشل في تكبيد المقاومة خسائر تحد من قوتها أو تمنع من مراكمتها وبناء منظومة قوية تستطيع أن تكبد العدو خسائر كبيرة في أي معركة قادمة، وهو ما أكده القائد الكبير مروان عيسى في ظهوره الإعلامي الأول، وأن المعركة القادمة هي معركة الخلاص من العدو الصهيوني والتحرير... وما خفي أعظم.