قبل أسبوعين من اندلاع معركة سيف القدس كتبت عن معادلة جديدة تسعى المقاومة إلى فرضها وستنجح في ذلك رغم الحماقات التي قد ترتكبها دولة الاحتلال، والمعادلة الجديدة هي أن سلاح المقاومة في غزة أصبح للدفاع عن الكل الفلسطيني، وهذا ما حدث وشهده العالم أجمع، ولكن الأمر لم ينتهِ هنا حيث اكتشفنا بعد كلمة قائد حماس في غزة السيد يحيى السنوار أن المعادلة ذاتها كانت جزءًا من سياسة جديدة أو خريطة طريق يبدو أن المقاومة في غزة وضعتها مسبقًا وتعمل على تنفيذها.
تصوري لتلك الخريطة حسب مجريات معركة سيف القدس وحسب ما جاء في كلمة السيد يحيى السنوار، أن المقاومة أخذت العبر الكثيرة من عدوان 2014 على قطاع غزة، فالمقاومة بدأت المعركة كما لم يحدث من قبل وأنهتها دون شروط وأبقت الباب مفتوحًا للمفاوضات غير المباشرة، فالعدو الإسرائيلي يعلم أن وقف إطلاق النار سينتهي في أي لحظة ولن يكون هناك هدوء في ظل حصار مستمر لغزة وعدوان على المقدسات وعلى بقية الأراضي الفلسطينية، وهذا يستلزم اتفاقًا شاملًا لتحقيق هدوء يخلو من انتهاكات إسرائيلية على الأراضي الفلسطينية في ظل عجز واضح للاحتلال على ردع المقاومة الفلسطينية.
ومما تتضمنه حسب اعتقادي فتح المجال أمام أي طرف أجنبي أو عربي لتقديم ما فيه مصلحة للفلسطينيين وخاصة في قطاع غزة بغض النظر عن دوافعهم ما لم تضر بشعبنا ولا تؤثر في مقاومته وقدرتها، مع عدم السماح بأن تكون تلك التدخلات سببًا في إضاعة الوقت وإنجازات المقاومة.
التعامل داخليًّا مع الأطراف الفلسطينية وخاصة مع منظمة التحرير له وضعه في سياسة المقاومة الجديدة، حيث لم يعد مقبولًا أن تتغير أوضاع المنطقة كلها بعد سيف القدس وتظل المنظمة على حالها دون تغيير، ولذلك قال السيد يحيى السنوار إن المنظمة كما هي الآن أشبه بصالون سياسي لأنها لا تضم فصائل المقاومة التي بيدها قرار السلم والحرب، ولذلك قد يكون تأهيل منظمة التحرير من أولويات حركة حماس في المرحلة المقبلة فيما يتعلق بالتوافق مع حركة فتح وما تبقى من فصائل منظمة التحرير، وهذا هو فهمنا لمجريات الأحداث ولما قصده السنوار بأن ما بعد المعركة يختلف كليًّا عما قبلها.