فلسطين أون لاين

تقدير موقف

صعوبات جمة تعترض إعلان الحكومة الإسرائيلية الجديدة

من المتوقع أن تكون الحكومة الإسرائيلية الجديدة، إن رأت النور فعلا، ويمكن تسميتها حكومة أقلية، أن تقود التغيير القادم، وستكون استثنائية بكل المقاييس، لكنها قد لا تُخرِج الإسرائيليين من الاشتباك السياسي القائم منذ عامين.

لن يكون الإسرائيليون أمام حكومة انتقالية فحسب، فهناك الكثير من الإخفاقات التي تنطوي عليها، مثل عدم القدرة على قيادة إصلاحات دراماتيكية وطويلة الأجل، وصعوبة إجراء التعيينات في المناصب العليا، وهي حكومة متضاربة وغير فعالة، من حيث آلية الخصخصة، وحق النقض الذي يضعف أي قدرة على دفع العمليات لصالح الإسرائيليين.

 ورغم كل هذه التحفظات السياسية والحزبية المشروعة، فإننا أمام وضع قانوني دستوريا، ما دامت الحكومة تفوز في الحصول على ثقة الكنيست، لكن هذا الوضع جاء بسبب ما تعانيه إسرائيل من انقسام سياسي كبير، رغم وجود العديد من الشواهد الأخرى حول العالم، ربما تكون شبيهة بالحكومة الإسرائيلية الجديدة، ولكن يبقى من الصعب التنبؤ بكيفية إدارة ائتلاف التغيير الإسرائيلي.

الحكومة الإسرائيلية الجديدة ستُدار كحكومة أقلية، مع وجود فجوات أيديولوجية هائلة بين أعضائها، رغم أن حكومات الأقليات، وكذلك الحكومات الواسعة وغير المتجانسة، تكون أقل استقرارا مقارنة بالحكومات الأخرى، وعليه فإن من المحتمل أن يُتفَّق مسبقًا على ترك "الأسئلة الصعبة" جانبًا، على الأقل خلال العامين الأولين، بسبب الافتقار الشديد للثقة بين الأحزاب.

إن إجراء الشراكات الائتلافية، والتواضع في المطالب الحزبية من بعضها، سيحدد طول عمر هذه الحكومة التي تصارع من أجل الوجود، والتعرف إلى شخصيتها واستقرارها، لأن الأزمة السياسية الحالية في (إسرائيل) شخصية، أكثر منها أيديولوجية، ولكن بفضل الشخصيات التي ستوجهها، فإن العلاقات لا تقل أهمية عن الاتفاقات الأيديولوجية.

في الوقت ذاته، فإن الرجل القوي في الحكومة القادمة لا يبدو أنه لابيد أو بينيت، بل ليبرمان، الذي حرص، ليس فقط على الحصول على وزارة المالية، ولكن أيضا على رئاسة اللجنة المالية في الكنيست، وعندما يكون لديه هذا النفوذ، فيمكنه التأكد أن لديه طريقا سريعا لتمرير ما يريد، ما دام الائتلاف يعمل بوجه صحيح.

في هذه الحالة، فإن بينيت سيعتمد كثيرًا على ليبرمان، أو العكس تماما، فإذا أراد الأخير شيئا، ورفض بينيت، فليس من المؤكد أنه سيستمر بالتعاون معه في قضايا أخرى، هذا هو الوضع الغريب الذي سيكون في هذه الحكومة إذا ظهرت في نهاية المطاف.

إن أهم امتحان سيواجه الحكومة الجديدة هو الموافقة على ميزانية الكيان في أغسطس، وسيكون حينها فعلا صعبا للغاية، ويعتمد في الغالب على ليبرمان، والآن هناك حديث أنهم يحاولون هندستها من أجل أن تُمرَّر، قبيل أن ترى الحكومة ذاتها النور فعلا.