فلسطين أون لاين

مساحة حرة

الانتخابات ضرورة ملحة

من المنتظر أن تبدأ جولة جديدة من الحوار بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة في غضون أيام، ولكننا نخشى أن تكون هذه الجولة كباقي الجولات والعودة إلى نفق لا نهاية له، ونخشى كذلك استغلال الحوار لتمييع الإنجاز الذي حققته المقاومة، وفتح باب جديد من المناكفات التي تحول أنظار العالم عن معاناتنا الحقيقية مع الاحتلال الإسرائيلي، فنجد أنفسنا أمام مطالبات جديدة من طرف فلسطيني لجامعة الدول العربية بأن تحكم بيننا وتحدد الطرف المعطل للمصالحة، وهذا شيء نرفضه رفضًا قاطعًا.

هناك من يقول إن الذهاب إلى انتخابات دون الاتفاق على مرجعيات أو برامج معينة سيؤدي إلى الفشل، ولكنني أقول إن المشكلة ليست بالاتفاقات ذاتها، وإنما بالشخصيات التي تفشل الاتفاقات وتعطل الانتخابات لأن لديها حساباتها الخاصة. حتى تلتقي الفصائل وتكون لقاءاتها مثمرة لا بد من تحقق شرط أساسي، وهو صحة تمثيلها للشارع الفلسطيني، لا بد لمن يجتمع ويتحدث باسم الشعب الفلسطيني أن يكون له تمثيل حقيقي على أرض الواقع، ولذلك يجب أن تكون أول خطوة في إنهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني هي اختيار ممثلين حقيقيين للشعب الفلسطيني، وبعدها يمكن للقيادة الجديدة أو المتجددة أن تبحث ما تشاء وتتفق على ما تشاء بشكل شرعي، أيضًا الفشل المتراكم للحوارات الداخلية هو الذي أوصلنا إلى قناعة تامة بأن الحل الأوحد هو الذهاب إلى انتخابات عامة: تشريعية ورئاسية ومجلس وطني.

العودة إلى القاهرة لا ينبغي أن تكون عودة إلى نقطة الصفر، بل العودة لاستكمال ما تحقق من إنجازات على الصعيد الداخلي، وهو المسارعة إلى الاتفاق على استئناف العملية الانتخابية من حيث توقفت في أقرب وقت ممكن، دون مماطلة ومضيعة للوقت، نحن لا نريد تشكيل حكومة وحدة لأن أي حكومة قادمة لن تكون شرعية ومهمتها الأساسية ستكون إضفاء شرعية على وضع غير دستوري ومرفوض شعبيًّا، كما أن أي حكومة جديدة ستضع مصالح الشعب الفلسطيني على الرف لتبدأ محاولات للعودة إلى طاولة المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي بحجة الوصول إلى حل سياسي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، ولذلك يقولون إن الحكومة المراد تشكيلها ستلتزم بالشرعية الدولية وشروط الرباعية، لذلك نقول نحن ضد تشكيل حكومة قبل الانتخابات، ومن يرِد حكومة تلتزم بشروط الرباعية فعليه أن يمرر قراره من طريق صناديق الاقتراع والخيار الشعبي، فإن أجمع شعبنا على اتفاقية أوسلو فلن يعترض أحد، وإن لم يجمع -ولن يجمع- فحينها سنطوي صفحة أوسلو السوداء إلى الأبد، ولهذا أصر أن إجراء الانتخابات ضرورة ملحة، لأنها تخرج لنا من يتحاور لمصلحة شعبنا ويفاوض لمصلحته وعلى أساس حقوقه وثوابته، بطريقة تحفظ لنا كرامتنا وعزتنا.