فلسطين أون لاين

تقرير في بقعة التركيز الصاروخي للمقاومة.. 4 مناطق محتلة تحولت إلى "مدن أشباح"

...
صورة أرشيفية
غزة/ يحيى اليعقوبي:

بدا واضحًا في معركة "سيف القدس" بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي تركيز قصفها الصاروخي على 4 مدن محتلة أكبر من غيرها من المناطق، وهي: عسقلان، وسديروت، وبئر السبع، وأسدود، بعدما تعهدت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس بتحويل عسقلان إلى "جحيم".

من حيث الأهمية التاريخية تعد مدينة "عسقلان أو المجدل" هي الأهم، ويبلغ عدد الإسرائيليين فيها حاليًّا نحو 132 ألف نسمة، وتبعد عن غزة 25 كم شمالًا، وتعد مدينة تاريخية ساحلية أسسها الكنعانيون في الألف الثالثة قبل الميلاد وتعد من أقدم مدن العالم، وتبلغ مساحتها 47 كيلومترًا مربعًا.

أما مستوطنة "سديروت" فيبلغ عدد الإسرائيليين فيها 23 ألفًا، وتبلغ مساحتها 5 كيلومترات مربعة، وتبعد عن غزة 12 كم من جهة الشمال، في حين يبلغ عدد الإسرائيليين في بئر السبع أكثر من 200 ألف إسرائيلي، وتبلغ مساحتها 117 كيلومترًا مربعًا، وتبعد عن غزة 41 كم من الجهة الشرقية للقطاع.

والمدينة الأخيرة "أسدود" مدينة تاريخية بناها الكنعانيون قبل الميلاد بثلاثة آلاف سنة، يسكنها حاليا 224 ألف إسرائيلي وتبلغ مساحتها 47 كم مربعا، وتبعد عن غزة 38 كم إلى الشمال وهي المدينة التالية بعد عسقلان.

بالتالي يبلغ مجموع تلك المدن التي تقع في بقعة التركيز الصاروخي للمقاومة نحو 579 ألف إسرائيلي، بإجمالي مساحة تفوق الـ200 كم مربع.

وكانت أهم الرشقات الصاروخية في 11 مايو/أيار الجاري، حينما أعلنت القسام إطلاق 137 صاروخًا من "العيار الثقيل" خلال 5 دقائق باتجاه بلدات أسدود وعسقلان ردًا على استهداف طائرات الاحتلال المنازل المدنية في غزة، تبعها رشقات أخرى قصفت فيها القسام عسقلان بـ100 صاروخ، وأسدود وبئر السبع و"سديروت" بـ50 صاروخًا.

نقطة ضعف

وبحسب الخبير العسكري رامي أبو زبيدة، فإن المقاومة كشفت نقطة الضعف لدى الاحتلال في جبهته الداخلية، حيث جعلت هذا الحيز الجغرافي جزءًا من مسرح عملياتها، بعد أن كان الاحتلال يعتمد منذ نشأة دولته المزعومة على نقل المعركة إلى أرض الخصم، فبادرت المقاومة بنقل المعركة إلى داخل كيانه.

ويرى أبو زبيدة في حديث لصحيفة "فلسطين" أن تركيز المقاومة من خلال القصف الصاروخي على المناطق المستهدفة الأربع، شكل عامل ضغط وردع لقيادة الاحتلال.

وعن أهمية هذه المناطق للمقاومة، لفت إلى أن هذه المناطق استراتيجية للاحتلال وذلك بسبب الكثافة السكانية للإسرائيليين فيها، أما للمقاومة فهي قريبة من غزة بحدود 40 كم، حيث تستطيع الصواريخ ذات الرؤوس الكبيرة لدى المقاومة الوصول إليها، وكذلك وجود الثقل العسكري للمواقع الإسرائيلية والمطارات التي تنطلق منها الطائرات التي تقصف غزة.

الاستهداف المتواصل من جانب عسكري، وفق أبو زبيدة، عمل على تشتيت الاحتلال وإرباك قدرته في عملية الإمداد والتواصل، حيث ضغط ذلك على مركز الثقل في المناطق الأربع، كون المقاومة استطاعت جعل أسدود، بئر السبع، عسقلان، سديروت "مناطق أشباح".

وما زاد التعقيد لدى الاحتلال، تبعا لكلامه، هو التركيز الصاروخي المتواصل، وهو ما لم تستطع الجبهة الداخلية تحمله بالمكوث فترة طويلة في الملاجئ، مشيرا إلى أن الكثير من سكان المستوطنات المحاذية لغزة في حدود 20 كم تركوا منازلهم وهربوا إلى المستوطنات في عمق الضفة الغربية المحتلة.

أما ضرب المناطق الإستراتيجية لدى الاحتلال مثل مطار "بن غوريون" ومنطقة "ديمونا" و(تل أبيب) والقدس، فشكل رادعًا له، وهو الأمر الذي جعل أصحاب القرار الإسرائيلي في حالة من التخبط، بالرغم من توفر كل الإمكانيات المادية والمالية لحماية الجبهة الداخلية بكل مكوناتها.

تركيز مقصود

اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي رجح أن استهداف المقاومة هذه المدن كان مقصودًا ومركزًا بسبب ثقلها السكاني الكبير الذي يشكل عامل ضغط على صانع القرار لدى الاحتلال، أي أن حجم الكثافة الصاروخية على المناطق الأربع هو بمثابة تحكم بالمعركة لكون جبهة الاحتلال الداخلية نقطة ضعف.

ويرى الشرقاوي في حديث لـ"فلسطين" أن المقاومة تستطيع حماية قطاع غزة مستقبلًا من خلال التهديد الواسع للجبهة الداخلية للاحتلال كما أفشلت القبة الحديدية في التصدي لصواريخها، إذ اعترضت ما لا يزيد عن 25% منها فقط، وجعلت الحياة غير مستقرة في المدن الإسرائيلية الواقعة في دائرة استهدافها.

ولفت إلى أن المقاومة في غزة باتت تشكل نقطة ارتكاز للشعب الفلسطيني لحمايته من اعتداءات وانتهاكات الاحتلال.