فلسطين أون لاين

​ماليزيا في رمضان خلية نحل!

يعتز المسلمون بإسلامهم، في ماليزيا ويولون شهر الصيام اهتماماً خاصًا، حال جميع المسلمين في العالم. وماليزيا دولة مسلمة من دول شرق آسيا، دخلها الإسلام على أيدي التجار المسلمين الذين قدِموا من شبه الجزيرة العربية. ولرمضان في ماليزيا عبقه الخاص، الذي يجعله شهراً مميزاً محبباً للنفوس. فهم يحتفلون بشهر رمضان بتنظيف الشوارع وتزيينها، ويضربون على الدفوف ويشعلون البخور ويرشون العطور في المساجد.

ويحافظ الماليزيون في المناطق الريفية على عادة الإفطار بالتناوب، حيث تتولَّى كل أسرة إطعام أهل القرية يومًا واحدًا خلال رمضان، وتعفى من أداء هذا التقليد الأسر الفقيرة والمحتاجة.

تستغل ماليزيا فرصة قدوم شهر الصوم كي تبدأ نشاطها التجاري، لتتحول الشوارع في المدن الكبرى إلى أجواء احتفالية تعج بالمارة والمتسوقين، يتم افتتاح العديد من البازارات منذ بداية الشهر الفضيل، وهذه الأسواق الشعبية لا تُغلق أبوابها في رمضان على العكس من بقية أيام السنة، كما تقوم تلك الأسواق بتحضير وجبات طعام كثيرة من أجل إفطار الصائمين، لتتحول الأسواق إلى مشاريع خيرية عملاقة. ولا يزال الماليزيون يحرصون على المسحراتي، الذي يطوف الأزقة، والأحياء والبيوت، لإيقاظ الناس للسحور قبل أذان الفجر بساعة تقريباً.

وللمساجد نشاط خاص في شهر رمضان، فهي تفتح أبوابها طوال شهر الصيام ولا تغلق مطلقًا، على خلاف باقي أيام السَّنَة. وتعج بالمصلين في كل الصلوات. ومع اقتراب موعد أذان المغرب يجتمع الرجال والصبيان في المساجد القريبة، في حين تعكف النساء على تحضير وتجهيز طعام الإفطار، ومع أذان المغرب، يفطر الرجال في المساجد على مشروب محلي يعدّونه مع بعض التمر، ثم يؤدون صلاة المغرب، ويعودون إلى بيوتهم لتناول طعام الإفطار مع عائلاتهم. كما توضع مفارش طويلة تحتوي أطعمة مختلفة في أروقة المساجد بعد صلاة المغرب، لمن يرغب في تناول طعام الإفطار مع الجماعة.

بعد الإفطار، يخرج الماليزيون يرتدون الملابس الشعبية الماليزية، ويرتدي كذلك الصبية الملابس الوطنية، ويضعون على رؤوسهم القبعات مستطيلة الشكل؛ في حين ترتدي الفتيات الحجاب الشرعي والملابس الطويلة الفضفاضة التي تتخذ طابعاً خاصاً بالماليزيات، يخرج هؤلاء لأداء صلاة العشاء والتراويح في المسجد، وعند الانتهاء من صلاة التراويح يجتمع المصلون ثانية في المساجد لصلاة القيام، وقراءة ما تيسر من القرآن جماعات وأفرادًا.

وهناك دروس دينية ومواعظ تقام يومياً في المساجد بعد صلاة الفجر مباشرة، وتستمر حتى طلوع الشمس، يتوجه الماليزيون إلى أعمالهم بعدها بنشاط، ومعظم العاملين الماليزيون لا يعرفون النوم بعد الفجر، بل يذهبون لأعمالهم في وقت مبكر (عملاً بالسنة النبوية). كما تُنظم الدولة مسابقات القرآن الكريم، والمسابقات الدينية في موضوعات العلوم الإسلامية، من فقه وحديث وتفسير، والتي يشارك فيها الكثير من الشباب والفتيات، ويتم توزيع الجوائز والهدايا على الفائزين وعلى معلميهم أيضاً في احتفال كبير تشرف عليه وزارة الشؤون الدينية، وتنقل وقائعه وسائل الإعلام كافة.

هناك الكثير من الطوائف غير المسلمة في ماليزيا، والتي تراعي حرمة هذا الشهر، ومنهم مَنْ يشارك المسلمين في أنشطتهم الرياضية، والترفيهية، وتثمر تلك اللقاءات والمشاركات نتائج إيجابية أحياناً تُدخل غير المسلمين إلى الإسلام.

وقبل عيد الفطر، يقوم خريجو المعاهد الدينية بجمع زكاة الفطر، لتوزع على الفقراء والمحتاجين أموالاً، وملابس جديدة، وحلويات العيد. فيكون رمضان من أوله إلى آخره تكافلا وتعاطفا ورحمة وفرحة.