فلسطين أون لاين

مساحة حرة

أمريكا وأوروبا يتعاملون مع حماس على أنها حركة مقاومة

ما زالت أمريكا تضع حركة المقاومة الإسلامية حماس على قائمة المنظمات الإرهابية، وكذلك يفعل الاتحاد الأوروبي، ولكن واقع الأمر يثبت أن حماس حركة مقاومة وليست حركة إرهابية، وعلى هذا الأساس يتم التعامل معها واقعيا من جانب أمريكا والاتحاد الأوروبي.

الاتحاد الأوربي يشترط للتعامل المباشر مع حركة حماس موافقتها على المصالحة الداخلية لأنه يعدها جزءا من الحل، بل هي الجزء الأهم من الحل، ولو كان يعتبرها حركة إرهابية لرفض التعامل معها أساسا، ولكان في حالة عداء وحرب معها حتى إسقاطها. حركة حماس تريد المصالحة، ولذلك وافقت على الانتخابات التشريعية والرئاسية وانتخابات المجلس الوطني، ولكن دولا عربية وأطرافا أخرى ضغطت على السلطة لتعطيل الانتخابات بأي شكل من الأشكال ولو لم يفعلوا ذلك لدخلنا الانتخابات ولتأجلت الحرب الأخيرة ولهدأ الشارع الفلسطيني انتظارا لما ستسفر عنه الانتخابات وانتظارا  لممثلي الشعب الجدد الذين سيُلقى على عاتقهم التعامل مع قضايا كثيرة منها القدس وحي الشيخ جراح وحصار غزة.

أمريكا من جانبها رفضت التعامل المباشر مع حركة حماس، ولكنها تعاملت بشكل غير مباشر ومن خلال مصر وقطر وتركيا ودول أخرى، ولو كانت حماس حركة إرهابية فإن تلك الدول ستكون متهمة بالتعاون مع منظمة إرهابية بشكل علني وواسع كما هو حاصل مع قطر وتركيا في علاقتها مع حركة المقاومة الإسلامية حماس، هل يعقل أن تسمح أمريكا لقطر استقبال قادة داعش على سبيل المثال والسماح لأميرها إلقاء كلمة متلفزة كما فعل رئيس المكتب السياسي لحماس الأستاذ إسماعيل هنية؟ بكل بساطة، لن تسمح لأن داعش حركة إرهابية، في حين أن حماس حركة وطنية مقاومة تدافع عن قضيتها وشعبها ووطنها ضد احتلال غاشم بطريقة مشروعة طبقا لقوانين السماء ولا تخالف في ذلك القوانين الإنسانية التي أقرها المجتمع الدولي، وهنا لا بد أن نفرق بين القوانين الإنسانية والقرارات الظالمة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الذي منح العدو الإسرائيلي أرضنا وشرع له احتلالنا وسكت عن إبادة وتشريد شعبنا.

إذا أرادت أمريكا والاتحاد الأوروبي التعامل مباشرة مع حركة حماس عليهم أولا شطب حماس والجهاد الإسلامي من قائمة المنظمات الإرهابية، وعليهم التوقف عن المطالبة بالاعتراف بشرعية الاحتلال ووقف التدخل السافر في الشأن الفلسطيني ووقف الانحياز التام للعدو الإسرائيلي، وحينها سيختار الشعب الفلسطيني من يمثله وسيحدد بعدها كيفية التعامل مع كل طرف خارجي بناء على مصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه وثوابته.